قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليوم الجمعة، إن اليونان تسعى إلى سباق تسلح مع تركيا مدفوعة من الدول الغربية بهدف إظهار تحقيق التفوق بشكل "استعراضي"، مضيفاً أن "الجيش التركي يعمل بكثافة لأول مرة بتاريخ الجمهورية".
جاء ذلك في كلمة لأكار خلال حفل توزيع جوائز للقوات العسكرية بحضور قيادات الجيش، ذكر فيها "في الفترة الأخيرة نرى أن هناك استعراضا من اليونان، وهو سباق تسلح استعراضي لأنه لا يوجد أساسا سباق تسلح بين البلدين".
وأضاف "اليونان تسعى لهذا النهج بتشجيع من الدول الغربية وتحريض منها في محاولة من أثينا لتحقيق تفوق بميزان القوى على تركيا، ولكن هذا هباء وهراء، كما أن اليونان تسعى لأن تؤسس تحالفاً داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)".
الوزير التركي اعتبر أن "كل هذه الجهود هي مصطنعة، وبالنهاية مهما تفعله أثينا فإن القوات العسكرية التركية حازمة في حماية البلاد والشعب والدفاع عن الحقوق والمكاسب ولها القدرة والقوة لذلك، وعلى الجميع أن يعرف ذلك".
ومنذ نحو عام عملت اليونان على تقوية القوات المسلحة عبر شراء طائرات وسفن حربية وأسلحة جديدة من فرنسا وأميركا والدول الغربية، فضلا عن حشد قوات أميركية في قواعد عسكرية، وهو ما تراقبه تركيا عن كثب.
وبعد فترة من التوتر شرقي المتوسط في العام 2020 بين تركيا والدول الغربية وخاصة الأوروبية بسبب التطورات في ليبيا والتنقيب عن النفط والغاز في تلك المنطقة، عقدت جولات من المحادثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا العام الجاري بدعم أوروبي. لكن كل ذلك لم يؤد إلى حلحلة الخلافات العالقة بين البلدين وخاصة الخلافات على ترسيم الحدود البحرية في بحر إيجة.
الأجندة المكثفة للجيش التركي
الوزير التركي تطرق في كلامه أيضا إلى الأجندة المكثفة للجيش التركي، معتبرا أن "هذه الفترة هي أكثر مراحل الجمهورية التركية منذ تأسيسها تعمل فيها القوات المسلحة بكثافة، بسبب المخاطر المتزايدة بسبب الإرهاب فتعمل القوات المسلحة بكثافة لمكافحتها".
وأردف "في شمال العراق (كردستان العراق) لم يبق مكان يستخدمه المسلحون (عناصر حزب العمال الكردستاني) لم تدخل فيه قوات الجيش التركي ولن يبقى أي مكان، وسلسلة عمليات المخلب تتواصل دون انقطاع في ظل ظروف صعبة، لمتابعة المسلحين خطوة بخطوة، في المغارات والمخابئ والمستودعات والسيطرة عليها، والهدف هناك القضاء على آخر إرهابي في المنطقة".
وتابع "المكان الآخر هو شرق الفرات وبحر إيجة، وخاصة الصراع مع اليونان وتركيا تدافع عن حقوقها وفق القوانين الدولية على أساس حسن الجوار وحل المشاكل بالحوار والطرق السلمية، ولكن اليونان تواصل حركاتها التحريضية، وتسلح الجزر في البحر مخالفة المعاهدات الدولية وتركيا تنتظر عقد الاجتماع الرابع لتعزيز خطوات الثقة مع اليونان في أنقرة".
وأكد "المشاكل في شرق المتوسط وفي بحر إيجة ندعو لحلها عبر الحوار والحقوق والقوانين الدولية بما يضمن حقوق ورفاه شعوب دول المنطقة".
من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان، يشار غولر، خلال الفعالية نفسها، إن "الجيش التركي يواصل عملياته داخل تركيا وخارجها، وفي سورية بمناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الربيع، فضلا عن العمليات في الوطن الأزرق (شرقي المتوسط)، وفي بحر إيجة".
وتنفذ القوات التركية عمليات عسكرية ضد حزب "العمال الكردستاني" شمالي العراق بالتنسيق مع حكومتي بغداد وأربيل وأنشأت قواعد في المنطقة، وتدهم مخابئ المسلحين المتواجدين في المنطقة، كما تنفذ عمليات عسكرية في سورية ضد وحدات الحماية الكردية وتنظيم "داعش" الإرهابي.
كما يتواجد الجيش التركي في ليبيا لدعم القوى العسكرية المتواجدة غربي البلاد.