واعتبر لودريان أن أسباب التحول في الموقف الفرنسي من الأزمة السورية تكمن في ثلاث نقاط: "أولها تداعيات تمدد تنظيم "داعش" من العراق إلى سورية رغم الغارات الجوية التي يقودها التحالف الدولي"، موضحاً أن سيطرة "داعش" على شمال سورية تهدد مدينة حلب ومحور دمشق حمص أيضاً، مما صار يشكل خطراً مباشراً على لبنان. أما النقطة الثانية فتتمثل في الحصول على دلائل تؤكد وجود مراكز تدريب للمقاتلين الأجانب في شمال سورية وتحضيرهم لارتكاب هجمات إرهابية في أوروبا وفرنسا بالتحديد. والنقطة الثالثة فهي تقلص مجال سيطرة قوات النظام السوري بحيث إن ضرب "داعش" لن يؤدي إلى تقوية النظام.
ونفى لودريان وجود أي تنسيق مع سورية أو نظام بشار الأسد في التحضير للغارات الفرنسية. كذلك أكد أن فرنسا تحتفظ باستقلاليتها عن الولايات المتحدة في تحديد وضرب الأهداف رغم وجود تنسيق معها لتلافي حوادث في الأجواء الجوية للشمال السوري.
ورداً على سؤال حول احتمال قيام ائتلاف دولي بتشكيل قوة برية لقتال "داعش" على الأرض أو تطبيق حل سياسي في سورية، قال لودريان "في حال التوصل إلى حل سياسي من المحتمل إنشاء قوة برية لكن ستكون في هذه الحال مكونة من دول المنطقة فقط وفرنسا ستساعد هذه القوة من دون أن تبعث بجنودها إلى الميدان".
وعن حصيلة المساهمة الفرنسية في الغارات على "داعش" في العراق قال لودريان إن "فرنسا نفذت 200 غارة على التنظيم المتطرف وساهمت في الحد من انتشاره باتجاه بغداد ومساعدة القوات الحكومية العراقية والبشمركة في استعادة السيطرة على بعض المناطق على الأرض. ولو وقفنا الغارات لتمددت داعش أكثر فأكثر"، وانتقد لودريان أداء حكومة حيدر عبادي بخصوص عدم انفتاحها على المكون السني سياسياً وعسكرياً.
ورفض وزير الدفاع الفرنسي تأكيد معلومات "لوموند" بخصوص تزويد فرنسا السعودية بقنابل في غاراتها باليمن واكتفى بالقول إن "فرنسا تقدم دعماً سياسياً ولوجيستياً واستخباراتياً للسعودية والإمارات العربية المتحدة. والسعودية حليف أساسي لفرنسا في المنطقة"، كذلك رفض التعليق حول احتمال بيع سفينتي "ميسترال" الحربيتين إلى السعودية أو مصر.
اقرأ أيضاً: واشنطن ترفض إجراء انتخابات مبكّرة في العراق