قال القائم بأعمال وزير خارجية طالبان، الملا أمير خان متقي، في كلمة له أمام اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، لمناقشة الأوضاع في أفغانستان، إن حركة طالبان تمكنت من إقرار الأمن في جميع ربوع البلاد بعد حرب دامت 40 عاماً، وعلى العالم أن يتعامل مع "طالبان" كجهة رسمية تمثل الشعب.
كذلك أكّد متقي أن حكومة طالبان تتعهد بمنح النساء حقوقهن، وبالعمل لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، وأنها عملت الكثير ولا تزال تعمل بهذا الصدد، وخصوصاً في ما يتعلّق بإشراك جميع الأطياف والإثنيات الأفغانية في الحكومة.
كما أشار القائم بأعمال وزير الخارجية إلى مرسوم زعيم طالبان، الملا هبة الله أخوند زاده، بشأن حقوق المرأة في أفغانستان، معتبراً ذلك لبنة أساسية لمنح المرأة حقوقها.
اعتبر متقي أيضاً حكومة طالبان جهة تمثيلية للشعب الأفغاني برمته، وعلى العالم أن يتعامل معها كجهة رسمية، وأنها ليست منظمة بل هي "حكومة تمثل الدولة"، معرباً عن خيبة أمله حيال ما وصفها بـ"الحملة الإعلامية ضد حكومة طالبان" من قبل بعض الجهات الإعلامية.
وحيال الوضع المعيشي والاقتصادي قال متقي إن هناك فرصة مواتية أمام جميع المستثمرين، بالتالي على جميع أعضاء منظمة التعاون الإسلامية أن يفكروا في الاستثمار في أفغانستان.
كذلك، أكد متقي أن الوضع المعيشي في أفغانستان صعب وأن البلاد تعاني من التبعات الثقيلة للحرب والجفاف وجائحة كورونا، كما أن تجميد الأصول الأفغانية من قبل الولايات المتحدة الأميركية ضاعف معاناة الشعب الأفغاني، ودفع بلاده نحو وضع معيشي مزرٍ.
وفي الشأن الاقتصادي، قال نائب وزير المالية، نذير كبيري، إن حكومة طالبان أرسلت خطة اقتصادية إلى اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، تقوم على إنشاء صندوق تنمية لأفغانستان لتمويل المشاريع الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية.
تحذير من كارثة إنسانية
من جانبه، حذّر وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، في كلمة له أمام الاجتماع، من وقوع كارثة إنسانية، مشيراً إلى أن هناك شحّاً كبيراً في أفغانستان في الاحتياجات الأولية، وإذا لم تصل المساعدات العاجلة إلى أفغانستان من الممكن أن يموت الآلاف جراء الجوع.
كما دعا قرشي أعضاء منظمة التعاون الإسلامي إلى التفريق بين العمل السياسي والمساعدات الإنسانية في أفغانستان، مشدداً على أنه حان الأوان لدعم أفغانستان، وليس لوقف المساعدات الإنسانية.
من طرفه، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو طالبان إلى تشكيل حكومة شاملة، والسماح للنساء بالعمل، وللبنات بالحصول على التعليم، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل مع طالبان من أجل إقرار الأمن في أفغانستان.
خطة من أجل البناء
من جانبه، أكّد نائب رئيس الوزراء الأردني، أيمن الصفدي، ضرورة العمل بشكلٍ فاعلٍ ومنهجيٍ لمساعدة الشعب الأفغاني، الذي تقف بلاده على مفترق طرق، والتوافق على آلية مساعدات إنسانية فاعلة وعاجلة لمساعدة الشعب الأفغاني، وفق بيان صادر عن الخارجية الأردنية، وذهب إلى أنه "إمّا التقهقر نحو الانهيار والفوضى اللّذين سيغرقان الشعب الأفغاني في الصراع والظلم والويلات، وسيتيحان إعادة إنتاج العصابات الإرهابية قدراتها وخطرها على العالم أجمع، وإمّا بدء ولوج طريق التعافي عبر انتهاج مسار إعادة البناء".
وأضاف أنه يوجد في أفغانستان واقع لا يمكن تجاهله "ولا نرى بديلاً عن الانخراط في حوارٍ واضحة مرجعياته الإنسانية والقانونية، ومنسقة مع شركائنا، وجلية أهدافه في مساعدة أفغانستان أن تعود عضواً فاعلاً في مجتمعنا الدولي".
ودعا الصفدي إلى تشكيل مجموعة اتصال عربية إسلامية تحدّد، وبالتنسيق مع الشركاء في المجتمع الدولي، منطلقات الانخراط في هذا الجهد لحماية أفغانستان، وبحيث تشكل مرجعيته ضمان احترام حقوق الإنسان والمعاهدات والمواثيق الدولية، ومبادئ منظمة التعاون الإسلامي والقيم الإسلامية والقيم الإنسانية المشتركة.
وفي مداخلته في الجلسات الحوارية التي تلتها، أكّد الصفدي أهمية تبني اجتماع المنظمة قرارين حول فلسطين والقدس، إذ إن "القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضيتنا المركزية الأولى".
وحول أهمية الاجتماع، قال وزير خارجية طالبان أمس، في مطار كابول، عند مغادرته إلى إسلام أباد، إن الاجتماع سيناقش الوضع الاقتصادي والسياسي في أفغانستان، كما ستتم أيضاً مناقشة علاقات أفغانستان المستقبلية مع الدول المشاركة.
وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها مثل هذا الاجتماع للدول الإسلامية بشأن أفغانستان، وأن طالبان تطلب من العالم مساعدة أفغانستان، والاعتراف بحكومتها الجديدة.
وتستضيف إسلام أباد اليوم اجتماعاً لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة حوالي أربعين دولة ومنظمة إسلامية بشأن أفغانستان.