وزير خارجية فرنسا من كييف: أوكرانيا أولوية رغم الحرب في الشرق الأوسط

13 يناير 2024
وعد وزير الخارجية الفرنسي بتقديم دعم ثابت لأوكرانيا "رغم زيادة الأزمات" (Getty)
+ الخط -

تعهد وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنيه، السبت، خلال زيارة إلى كييف بأن تبقى أوكرانيا "أولوية فرنسا" ووعد بتقديم دعم ثابت "رغم زيادة الأزمات"، وذلك بعد ساعات قليلة من شن روسيا ضربات جديدة.

وقال سيجورنيه، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا "في أوكرانيا يتم اختبار الدفاع عن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وقيم أوروبا، وكذلك مصالح الفرنسيين الأمنية".

ورأى أنّ "روسيا تأمل أن تستسلم أوكرانيا وداعموها قبل أن تستسلم هي". وأضاف: "لن نضعف، وعزيمتنا لم تُمس"، مشيراً إلى أن اختيار كييف وجهة لزيارته الرسمية الأولى يشكل في حد ذاته "رسالة إلى الأوكرانيين".

وتعكس زيارة سيجورنيه استمرار التزام فرنسا بدعم أوكرانيا في حين تهدد الحرب على غزة استقرار المنطقة بأكملها، وتحرّك الجهود الدبلوماسية الغربية.

وكانت أوكرانيا تعرضت لهجوم صاروخي روسي مكثف في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وتمكنت دفاعاتها الجوية من إسقاط عدد من الصواريخ، يقلّ كثيراً عما اعتادت التصدي له.

وندّد سيجورنيه بالضربات قائلاً إن "روسيا تواصل استهداف وضرب البنى التحتية المدنية عمداً في تحد للقانون الدولي" وإنها "مذنبة بارتكاب جرائم حرب".

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 37 صاروخاً وثلاث طائرات مسيّرة، مشيرة في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إسقاط ثمانية من هذه الصواريخ.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية، الأسبوع الماضي، إن أوكرانيا تعاني حالياً من نقص في صواريخ الدفاع الجوي. ولم يتضح على الفور ما إذا كان هذا النقص أو أي عامل آخر هو السبب وراء انخفاض معدل الصواريخ التي جرى إسقاطها.

وأفادت القوات الجوية بأنّ معظم الصواريخ المستخدمة كانت باليستية فائقة السرعة. وهذا النوع من الصواريخ أصعب بكثير في إسقاطه.

وذكر البيان: "تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 20% من كلّ الأسلحة التي تم إحصاؤها ولم تكن ضمن ما جرى إسقاطه، لم تصل إلى أهدافها، نتيجة الإجراءات المضادة الفعالة باستخدام تقنيات الحرب الإلكترونية".

ولم ترد تفاصيل عن أهداف الهجوم.

وأسقطت الدفاعات الجوية صواريخ روسية في خمس مناطق على الأقل في مختلف أنحاء أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين محليين من تلك الأقاليم.

ومع ذلك، لم يجر تقديم أي تفاصيل حول ما إذا كان قد تم ضرب أي أهداف، كما قدّم المسؤولون معلومات أقل بكثير من المعتاد بخصوص الهجوم.

وقال الحاكم المحلي إنّ مدينة دنيبرو الواقعة في جنوب شرق البلاد تعرضت للقصف، من دون تقديم تفاصيل حول أهدافه.

ونشرت الشرطة في منطقة تشيرنيغيف الشمالية صورة لحفرة كبيرة أحدثها صاروخ جرى إسقاطه.

وكتبت الشرطة: "نتيجة لسقوط شظايا صاروخ أطلقه العدو، تضررت منازل خاصة عدة ومبانٍ غير سكنية، وتهدم مبنى واحد". وأضافت أن الصاروخ لم يتسبب في إصابة أي شخص، لكنه أدى إلى مقتل كلب.

وحذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارة إلى ليتوانيا، الأربعاء، من أن "تردّد" الدول الغربية بشأن توفير مساعدات إلى كييف، يشجّع فلاديمير بوتين الذي يرغب في "احتلال" أراضي أوكرانيا كاملة، على مواصلة عملياته.

واعتبر أنّ "تردّد حلفائنا في توفير المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، يتسبب أحياناً في زيادة تجرؤ روسيا وقوّتها".

وجاءت زيارة الرئيس الأوكراني في وقت يتردد فيه حلفاء كييف بتقديم مساعدات عسكرية جديدة بعد مرور نحو عامين على الغزو الروسي، فيما تعرّضت أوكرانيا لقصف روسي مكثف في الأسابيع الأخيرة، وردت بضربات على مدينة بيلغورود الحدودية الروسية.

وانخفضت المساعدات التي تعهد بها الغرب لأوكرانيا بين أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الأول 2023 بنسبة 90% تقريباً، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ بداية الحرب، وفقاً لمسح أجراه معهد كييل في ديسمبر/ كانون الأول.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون