أكد وزير الداخلية الباكستاني، سرفراز بكتي، أن أكثر من 50 في المئة من العمليات الانتحارية التي شهدتها باكستان منذ مطلع العام الجاري نفذها أشخاص من أفغانستان، مؤكداً تقديم كل تلك المعلومات إلى حكومة "طالبان".
كلام وزير الداخلية الباكستاني جاء في مؤتمر صحافي عقده، اليوم الثلاثاء، في إسلام أباد بعد اجتماع اللجنة العليا لخطة العمل الوطنية، وشاركت فيه القيادة العسكرية، وأضاف بكتي أن الحكومة الباكستانية طلبت من اللاجئين الأفغان، الذين يعيشون بشكل غير شرعي في باكستان، أن يغادروا البلاد قبل الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، قبل أن تبدأ الحكومة عمليات واسعة ضدهم.
وقال بكتي إن باكستان لم تعد قادرة على استقبال اللاجئين الأفغان، ولذلك قررت إعادتهم إلى بلادهم، وفي المرحلة الأولى يجري إخراج الأفغان الذين يعيشون حالياً في باكستان بشكل غير قانوني وعددهم مليون و100 ألف أفغاني.
وأشار بكتي إلى أن باكستان شهدت منذ مطلع العام الجاري حتى الآن 24 عملية انتحارية، وكان منفذو 14 منها من الأفغان، موضحاً أن الأجهزة الباكستانية قدمت تلك المعلومات إلى حكومة "طالبان"، وشدد الوزير الباكستاني على أن الأولوية هي باكستان والشعب الباكستاني و"لن نساوم على أمن بلادنا بأي قيمة كان".
وطالب بكتي حكومة "طالبان" بأن تتعاون بهذا الشأن مع بلاده، مشيراً إلى الفتوى التي أصدرها زعيم "طالبان"، الملا هيبت الله أخوند، قبل فترة، وكان مفادها أن المشاركة في الحرب خارج أفغانستان ليست بجهاد، وعلى جميع عناصر "طالبان" والأفغان عموماً عدم المشاركة في أي حرب خارج أفغانستان. وبالإشارة إلى تلك الفتوى، أكد بكتي أنه لا بد من العمل بهذه الفتوى ومنع الأفغان من المشاركة في أعمال العنف في باكستان.
وكان قائد الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، قد أكد في كلمة له أمام الاجتماع أن القوات المسلحة الباكستانية بإمكانها أن تمشي إلى أبعد ما يمكن من أجل إحلال الأمن والسلام في باكستان، لأن الأمن والاستقرار في باكستان أهم للقوات المسلحة من أي شيء آخر.
كما قال وزير الإعلام الباكستاني، مرتضى سولنكي، في بيان مقتضب بعد الاجتماع، إن اللاجئين الأفغان أمامهم أيام محدودة كي يغادروا بلادنا.
وتتهم باكستان الأفغان بالمشاركة في أعمال العنف التي تشهدها، كما تتهم "طالبان" الأفغانية بأنها تسمح لـ"طالبان" الباكستانية بالنشاط على أرض أفغانستان ووضع الخطط لهجمات في باكستان، وتلوّح بالتدخل العسكري في الأراضي الأفغانية إذا لم تُجدِ الخطوات الأخرى.
وكان الزعيم القومي الباكستاني، محمود خان أجكزاي، قد طلب من باكستان أن تنظر إلى الأمور بروية وألّا تقدم على أي خطوة قد تكون نتائجها وخيمة، كالتوغل في أفغانستان، وقال أجكزاي في مهرجان شعبي في مدينة كويته، أمس الاثنين، إن على باكستان أن تنظر إلى حال القوات الأميركية والروسية التي دخلت إلى أفغانستان، قائلاً: "أيها الباكستانيون هل تظنون أنكم أكثر عقلاً وحنكة من الأميركيين والروس وأن تدخلكم في أفغانستان سيختلف عن تدخل غيركم، أحذركم من ذلك".