توفي المناضل وأحد قادة ثورة التحرير الجزائرية عضو المؤتمر القومي العربي لخضر بورقعة، وهو أحد أبرز وجوه الحراك الشعبي، عن عمر يناهز 87 عاما متأثرا بإصابته بكورونا، حيث كان يعالج في مستشفى تابع للأمن الوطني.
وتأثرت صحة بورقعة منذ أشهر، بسبب متاعب السجن التي تعرض لها قبل يناير الماضي، بسبب مواقفه السياسية الداعمة للحراك الشعبي والمنتقدة للجيش والسلطة، وخلفت وفاته حزنا كبيرا في الجزائر، وألما في الأوساط الشعبية ومكونات الحراك الشعبي، خاصة وأن بورقعة عرف بنضاله الثوري من أجل تحرير الجزائر، ثم من أجل الديمقراطية ومناهضة الاستبداد السياسي منذ السنوات الأولى لاستقلال الجزائر.
وكان بورقعة قد تعرض للاعتقال السياسي منذ ما بعد استقلال البلاد، بسبب معارضته لسلطة الرئيس الأول أحمد بن بلة ومشاركته مع الزعيم حسين آيت أحمد لجبهة القوى الاشتراكية الذي قاد تمردا مسلحا على السلطة، كما اعتقل لاحقا في عهد الرئيس الثاني هواري بومدين، ولوحق في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، وعارض بحدة نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وقادته هذه المواقف إلى دعم كبير من موقعه كرجل ثوري وقيادي بارز في ثورة التحرير لشباب الحراك الشعبي، ورفض كل محاولات السلطة والجيش لجره للمشاركة في الحوار السياسي.
كما وجه بورقعة انتقادات حادة لقائد الجيش الراحل أحمد قايد صالح، وأطلق تصريحات حادة تعرض فيها للجيش قال فيها إن "الجيش الجزائري تكون في بداياته من المليشيات التي كانت خارج أرض المعركة (خلال ثورة التحرير 1954-1962) على الحدود"، وأن "الجيش الوطني الشعبي الحالي ليس سليل جيش التحرير الوطني، وبأنه رأس حربة هذا النظام الفاسد، ويجب النضال لإسقاطه"، في إشارة منه إلى تحكم الجيش في المسارات السياسية وهيمنته على الحكم في الجزائر منذ الستينات، وظل موقوفا منذ تلك الفترة. ودفع ذلك قائد الجيش الراحل قايد صالح إلى طلب توقيفه، ووضعه في السجن في 26 يونيو/حزيران 2019.
وظلت مظاهرات الحراك الشعبي بعد اعتقاله تطالب السلطات بالإفراج عنه، واعتبار أن سجن قائد ثوري بسبب رأي سياسي إضافة إلى سنه المتقدمة ومعاناته من عدة أمراض "عار سياسي".
وفي الثاني من يناير/كانون الثاني الماضي، منح القضاء الجزائري المناضل بورقعة قرار إفراج مؤقت بعد أكثر من ستة أشهر من سجنه، وأرجئت قضيته إلى شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأصدر المناضل لخضر بورقعة كتاب "شاهد على اغتيال الثورة"، سرد فيه الانحرافات التي حدثت بعد الاستقلال، كما عرف بمواقفه القومية ونشاطه في المؤتمر القومي العربي والإسلامي، حيث كان يشارك في المؤتمرات التي تجرى في الدول العربية، والفعاليات المتعلقة بالمقاومة، كان آخرها تكريمه في فعاليات دعم المقاومة الفلسطينية في تونس في ديسمبر/كانون الأول 2018، كما كان مقررا تكريمه في مهرجان سينما المقاومة في بداية السنة الجارية في تونس، لكن تعذر عليه الحضور.