توفي مواطن تونسي يدعى كمال عبادلية، صباح يوم السبت في المستشفى، بعد أن أضرم النار في جسده الجمعة أمام مقر محافظة سيدي بوزيد وسط غرب تونس.
وعانى عبادلية، الذي يوصف بـ"جريح الثورة" إثر تعرضه لإصابات خلال ثورة الياسمين، من وضعية اجتماعية صعبة، ومن حالة من اليأس، وكان قد عبر عن قلقه الكبير من الوضع الذي يمر به مرات كثيرة، كان آخرها تعليقه لافتات وعبارات على سور محافظة سيدي بوزيد.
وأكد رئيس جمعية "لن ننساكم" لشهداء وجرحى الثورة، علي المكي، أن الفقيد مدرج ضمن قائمة جرحى الثورة، مبينا أنهم حذروا في عديد المناسبات من تجاهل الدولة لمطالب جرحى الثورة وعائلات الشهداء.
وأوضح أن "عديد الجرحى بحاجة لرعاية صحية وبعضهم مقعدون وإن لم يجد الجريح الرعاية الصحية اللازمة فإن الأمر يتحول إلى وضع نفسي سيئ"، مضيفا أن "الجريح كمال الذي أضرم النار في جسده لو وجد الإحاطة المعنوية ولو قابله أي مسؤول من محافظة سيدي بوزيد لما وصل إلى الوضع الذي وصل إليه".
وأوضح المكي أن الجرحى سبق أن احتجوا في عديد المناسبات ولكنهم تركوا لمصيرهم ليواجهوا معاناتهم بمفردهم، مبينا أن هذه الحادثة ليست الأولى فقد سبق أن هدد جريح ثورة آخر من محافظة قفصة بالانتحار، وسكب البنزين على جسده بسبب حالة اليأس التي كان يمر بها وكان ذلك أمام مجلس نواب الشعب، مشيرا إلى أنه تدخل شخصيا وتحدث معه، ونجح في مواساته، وإخراجه من الحالة التي كان يمر بها.
وبين المتحدث ذاته أنه" يكفي أحيانا أن يفتح أي مسؤول بابه لأمهات الشهداء ولجرحى الثورة للتحاور معهم لمواساتهم فالمسألة اعتبارية ورمزية، ويكفي أحيانا سماع المتضررين، فما بالنا بمن قدموا دماءهم للوطن"، مشيرا إلى أنه بعد 10 أعوام من الثورة وأمام العجز الذي بدا واضحا في إصدار القائمة، فإنه لا يمكن الحديث عن رد اعتبار للجرحى.