توفيت جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، يوم الجمعة، عن عمر ناهز 88 عاماً، داخل المركز الطبي العالمي في العاصمة القاهرة، والذي دخلته منذ نحو 20 يوماً للعلاج، في أعقاب عودتها من الولايات المتحدة لمتابعة حالتها الصحية، على خلفية إصابتها بمرض السرطان منذ قرابة عامين.
وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي منح جيهان "وسام الكمال"، وإطلاق اسمها على محور الفردوس المروري، والبالغ طوله نحو تسعة كيلومترات، ويربط بين مناطق وسط العاصمة، والمحاور الرئيسة الطولية في شرق القاهرة وصولاً إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
ونعت الرئاسة المصرية جيهان ببالغ الحزن والأسى، قائلة إنها "قرينة بطل الحرب والسلام، وقدمت نموذجاً للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة، الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة".
وكان السيسي قد وجه وزيرة الصحة هالة زايد، بتوفير كافة الإمكانيات الطبية لعلاج جيهان على نفقة الدولة، والاستعانة بفريق طبي مصري وأجنبي على أعلى مستوى لمتابعة حالتها، إذ كانت تعاني من تدهور حاد في حالتها الصحية في أيامها الأخيرة بسبب إصابتها بالسرطان.
وجيهان من مواليد 29 أغسطس/آب 1933، وتزوجت من السادات حين كان ضابطاً بالجيش في 29 مايو/أيار 1949، وأنجبت منه ثلاث بنات هن لبنى ونهى وجيهان، وولداً واحداً هو جمال السادات، والذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة شركة "اتصالات مصر".
وحصلت جيهان على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1977، وماجستير في الأدب المقارن عام 1980، ودرجة الدكتوراه عام 1986، لتعمل في هيئة التدريس بجامعة القاهرة، ثم أستاذة زائرة في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية.
وجيهان ابنة الطبيب المصري صفوت رؤوف، والبريطانية غلاديس تشارلز كوتريل، اللذين التقيا في إنكلترا حين كان الأب يدرس الطب في جامعة شيفيلد، والتقت بزوجها السادات وهي في الخامسة عشرة من عمرها، أثناء قضائها عطلة مع قريبة لها في مدينة السويس.
وعرفت جيهان بتصريحاتها الإعلامية المتناقضة، والمثيرة للجدل، فتارة تقول إن السادات كان سابقاً لعصره بتوقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل، والتي نتج عنها تطبيع العلاقات بين مصر ودولة الاحتلال اعتباراً من يناير/كانون الثاني 1980، وتارة أخرى تذكر أنها رفضت السفر مع الرئيس الراحل إلى تل أبيب لإلقاء خطابه الشهير داخل الكنيست الإسرائيلي.
وأعربت جيهان عن شكرها وتقديرها للرئيس الراحل محمد مرسي في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2012، لإصداره قراراً بمنح السادات قلادة النيل، ووسام نجمة الشرف، تقديراً لقراره التاريخي في حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، ثم هاجمته لاحقاً قائلة: "بكيت حينما احتفل مرسي بذكرى حرب أكتوبر في حضور قتلة السادات"!
وتعرضت جيهان السادات لانتقادات دائمة بسبب تصريحاتها عن السيسي، ومن أشهرها قولها: "إنه متدين، ووطني، وعلى خلق مثل زوجها الراحل، ولذلك يتفانى من أجل بلده، ويضحي من أجل مصر"، مستطردة بأن "الشجاعة، والإقدام، وحب الوطن، من الصفات التي يشترك فيها كل من السيسي والسادات".
وكان لافتاً استخدام نظام السيسي لجيهان في الترويج لسياساته عند حلول ذكرى حرب أكتوبر/تشرين الأول كل عام، ففي فيديو له عام 2016، ظهرت زوجة الرئيس الراحل أمام قبر زوجها، لمطالبة الشعب المصري بتحمل زيادة الأسعار، والصبر على النظام الحالي، قائلة: "كلها عام ونصف العام وتظهر نتائج المشاريع الكبيرة في البلاد"!
وفي لقاء سابق مع الإعلامي الموالي للنظام عمرو أديب قالت جيهان: "زوجي ندم على إعطاء الفرصة لجماعة الإخوان في العودة للعمل السياسي"، متجاهلة حقيقة أن قتل السادات كان على يد عسكريين، بقولها: "هو كان بيقول إن اللي يقتلني هايكون صاحب عقيدة".
وطالب مثقفون مصريون، ومنهم الكاتب سعيد اللاوندي عام 2012، جيهان بأن تشرح للشعب المصري كيفية حصولها على شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن، في حين لا تستطيع تكوين جملة واحدة سليمة، سواء في حوار متلفز أو تصريح إذاعي عابر، ما يتطلب تحقيقاً نزيهاً في جامعة القاهرة عن كيفية حصولها على درجتي الماجستير والدكتوراه.