وفاة وزير النفط الكويتي الأسبق عبد المطلب الكاظمي.. شاهد على اغتيال الملك فيصل وتعرّض للاختطاف
توفي يوم أمس السبت، وزير النفط الكويتي الأسبق، وعضو مجلس الأمة الأسبق، وأحد أهم مسؤولي النفط السابقين في العالم، عبد المطلب الكاظمي، بعد مسيرة سياسية واقتصادية طويلة تخللها العديد من الحوادث.
ويُعَدّ الراحل أحد أهم الشاهدين على العصر في المنطقة، بسبب وجوده في أثناء اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز خلال وجوده في السعودية في مارس/آذار 1975، واختطافه أواخر العام نفسه مع وزراء نفط منظمة "أوبك" النفطية، ليكون أحد أهم الشاهدين على العصر في المنطقة.
وولد الكاظمي في مدينة الكويت عام 1936 لأسرة ثرية، تعود أصولها إلى منطقة الكاظمية في العاصمة العراقية بغداد، ودرس في مدارس الكويت، قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة، ليعود إلى الكويت ويعمل في وزارة النفط والمالية. وكان عضواً في الوفد الكويتي لتأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط في الرياض عام 1961، قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى الخارج، حيث حصل على ماجستير الإدارة العليا من الولايات المتحدة الأميركية عام 1969.
وقرر الكاظمي الترشح لانتخابات مجلس الأمة عام 1971 كبديل لشقيقه زيد الذي انسحب من الحياة السياسية، حيث نجح في الحصول على عضوية البرلمان برفقة شقيقه الآخر عبد اللطيف، الذي ترشّح معه في الدائرة الانتخابية نفسها، وهو أمر نادر حدوثه في التاريخ السياسي الكويتي.
ونجح الكاظمي في الحصول على عضوية مجلس الأمة مرة أخرى عام 1975، لتقرر الحكومة الكويتية تنصيبه وزيراً للنفط بعد فصل وزارة النفط عن المالية، حيث تولى حقيبة وزارة النفط بين أعوام 1975 و1978.
وأشرف الكاظمي خلال فترة توليه وزارة النفط على اتفاق "تأميم النفط" التاريخي في الكويت، إذ نجحت الحكومة الكويتية بعد مفاوضات شاقة استمرت 11 شهراً مع شركات النفط البريطانية والأميركية في الاستحواذ على الأعمال النفطية كافة في البلاد.
وكان الكاظمي يصافح الملك فيصل في أثناء تلقيه طلقة من ابن أخيه فيصل بن مساعد، في أثناء زيارة رسمية كان يقوم بها وزير النفط الكويتي للرياض في مارس/آذار 1975 ليكون أرفع شخصية سياسية تقدم رواية متكاملة عن حادث الاغتيال الذي هزّ المنطقة آنذاك وسط تكتم سعودي كبير.
ولم ينقضِ ذلك العام إلا والكاظمي قد تعرض للاختطاف على يد الفنزويلي المدعو "كارلوس الثعلب"، الذي كان ينفذ عمليات أمنية وعسكرية باسم منظمات يسارية فلسطينية ضد "الإمبريالية الأميركية والرأسمالية".
واختُطِف الكاظمي مع 11 وزير نفط من وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في مدينة فيينا، قبل أن يُفرج عنهم جميعاً في الجزائر.
وبعد مغادرته وزارة النفط عام 1978 وفشله في الحصول على مقعد برلماني عام 1981، ابتعد الكاظمي عن العمل السياسي وتفرغ لإدارة أملاك عائلته وتجارتها.
وقدم الكاظمي شهادته حول الأحداث التي عاصرها، ساخراً من وصفه بالوزير "المشؤوم"، مؤكداً أن عام 1975 كان أحد أحلك الأعوام السياسية في حياته، إذ أشرف فيه على تأميم النفط، وكان شاهداً على عملية اغتيال الملك فيصل، وتعرض للاختطاف في آخره.