قالت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تقوم بها القاهرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إن وفدا أمنيا مصريا من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة وصل إلى القطاع للقاء قيادات الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "حماس"، لبحث مجموعة من الملفات المتعلقة بإعادة الإعمار والتهدئة.
ويفترض وفق مصادر "العربي الجديد" في غزة أنّ يكون الوفد حمل من الجانب الإسرائيلي "إجابات" عن أسئلة فلسطينية وجهت في وقت سابق حول الإعمار والتهدئة والتفاهمات التي أعقبت مسيرات العودة وكسر الحصار والتي أوقف الاحتلال الإسرائيلي التعامل فيها وعطل بعضها.
وينتظر أن يبحث الوفد ملفي الإعمار والتهدئة "الهشة" في ظل تعثر جهود إعمار القطاع وانتهاء مهلة الفصائل الفلسطينية التي منحتها للوسطاء حتى منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري.
ومن المقرر أنّ يلتقي الوفد برئيس حركة "حماس" في القطاع يحيى السنوار، وقد يلتقي بمسؤولين في فصائل فلسطينية أخرى.
وأشارت مصادر من مصر، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى أن وفدا يترأسه اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول الملف الفلسطيني في الجهاز، توجه إلى القطاع، اليوم الاثنين، لاستكمال المشاورات بشأن ملفات إعادة الإعمار والتهدئة على ضوء التحركات خلال الأيام الماضية المرتبطة بأدوار مصر، والتي كانت من بينها زيارة وفد أمني مصري رفيع المستوى إلى تل أبيب، ولقاء مسؤولين أمنيين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي. ويفترض أن يكون الوفد حصل على إجابات إسرائيلية حول الملفات المتعلقة بغزة، قبل أن يعود في حينه للقاهرة للتشاور مع المسؤولين هناك، ومن ثم الحضور إلى القطاع.
في غضون ذلك، ذكرت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم نشر هويتها، أن وفدا مصريا آخر ذا طابع فني وهندسي وصل إلى القطاع، صباح الاثنين، عبر معبر رفح، للوقوف على ما تم التوصل إليه من جانب الأطقم الهندسية المصرية الموجودة في القطاع.
ولفتت المصادر إلى أنه "لو صارت الأمور كما هو مخطط لها في ضوء التواصل المصري مع الجانب الإسرائيلي، فمن المقرر أن تبدأ المرحلة التالية من أعمال إعادة الإعمار بعد رفع الأنقاض"، حيث ستشمل تلك المرحلة، بحسب المصادر، تهيئة المواقع التي ستشهد المشروعات والانتهاء من المخططات الهندسية.
وأكدت في الوقت ذاته أن "كافة الأمور الفنية جاهزة للتنفيذ، وتنتظر فقط إشارة المستوى السياسي".
يأتي هذا في الوقت الذي لقي فيه عامل مصري ضمن الفرق التي دخلت قطاع غزة، في إطار المبادرة المصرية لإعادة الإعمار، مصرعه إثر تعرضه لصعقة كهربائية خلال أدائه مهام عمله بأحد المواقع المتمركزة بها الفرق المصرية.
وقدم قادة الفصائل الفلسطينية التعزية للجانب المصري في وفاة العامل محمد الشناوي، معتبرين إياه "شهيدا للواجب الإنساني والعروبي".
وكانت مصادر في غزة تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق عن اتفاق فصائلي على تصعيد تدريجي إنّ لم ينجح الوسطاء في دفع الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ استحقاقات الهدوء القائم، وعلى رأسها تنفيذ استحقاقي الإعمار وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين.
وأعطت الفصائل مهلة جديدة، وفق المصادر ذاتها في حينه، للوسطاء لتنفيذ مطالبها، انتهت مع منتصف الشهر الجاري.