- ضغوط أميركية على إسرائيل لتحقيق هدنة "إنسانية"، مع اجتماعات في القاهرة تضم مسؤولين من الاستخبارات الأميركية، مصر، إسرائيل، وقطر لبحث إطلاق سراح المحتجزين وعودة السكان.
- حماس تظهر مرونة في المفاوضات رغم تعنت إسرائيل، وسط حرب مدمرة منذ 7 أكتوبر أدت إلى كارثة إنسانية بآلاف الضحايا ودمار واسع في البنية التحتية بغزة.
وفد قيادي من حماس برئاسة خليل الحية سيتوجه غداً الأحد إلى القاهرة
حماس متمسكة بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة
الحركة تطالب بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وإغاثتهم وإيوائهم
يتوجه وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، غداً الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة، استجابة لدعوة الحكومة المصرية لاستئناف مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت حركة حماس في بيان، اليوم السبت، إنّ "وفداً قيادياً من الحركة برئاسة الدكتور خليل الحية سيتوجه غداً الأحد إلى القاهرة، استجابة لدعوة الأشقاء في مصر"، مؤكدة تمسكها بمطالبها التي قدمتها يوم 14 مارس/ آذار الفائت، و"هي مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها".
وبينت حماس أنّ هذه المطالب "هي مطالب الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية، وتتمثل في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة".
وأمس الجمعة، كشفت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن ملف الوضع في قطاع غزة، لـ"العربي الجديد"، عما وصفته بـ"ضغوط" من جانب الإدارة الأميركية من أجل التوصل إلى هدنة "إنسانية" عاجلة في قطاع غزة خلال أيام عيد الفطر، مشيرة إلى أن هناك ما يمكن وصفه بـ"التحول النوعي" في موقف إدارة الرئيس جو بايدن منذ قتل الجيش الإسرائيلي عمال الإغاثة في منظمة المطبخ المركزي العالمي، الأسبوع الماضي.
وقال مصدر مصري، لـ"العربي الجديد"، إن "المدير العام لوكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز سيصل إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة، لعقد اجتماع بحضور رئيس المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع، ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، بحضور رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في ظل ضغط أميركي كبير على الحكومة الإسرائيلية في أعقاب واقعة استهداف فريق الإغاثة الأجنبي، من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، يساهم في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
وقال المصدر إنّ "اتصالات مصرية أميركية جرت خلال الساعات الماضية، بهدف حثّ القاهرة على ممارسة ضغوط على حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة، من أجل التراجع عن موقفها بشأن الطروحات الخاصة بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في الوقت الراهن".
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم السبت، إنّ إدارة بايدن تضغط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على عودة السكان إلى مناطق شمال قطاع غزة التي نزحوا عنها باتجاه الجنوب، بعد بدء الاحتلال حربه على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتعتبر عودة الأهالي إلى شمال القطاع نقطة خلاف رئيسية في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وحث بايدن نتنياهو على حل هذه القضية خلال مكالمة هاتفية يوم الخميس الماضي، ودعاه إلى تمكين مفاوضيه من التوصل إلى اتفاق، وفقاً للصحيفة الأميركية.
وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان قد أكد، أول من أمس الخميس، أنه أُبلغ الوسطاء في مصر وقطر في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء بموقف الحركة، مشيراً إلى تمسكها بموقفها الذي جرى إبلاغهم إياه وتسليمه يوم 14 مارس/ آذار الماضي.
وأوضح حمدان: "عناصر موقفنا متمثلة في ضرورة وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم خاصة في الشمال، وتكثيف وصول الإغاثة إلى كل أماكن قطاع غزة والبدء في إعادة الإعمار، وعملية تبادل أسرى حقيقية وجادة". وقال إنه "رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات لأجل تسهيل الوصول إلى اتفاق، لا يزال موقف الاحتلال النازي متعنتاً ورافضاً الاستجابة والقبول بمطالب شعبنا الوطنية".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت وراءها 33137 شهيداً، وأكثر من 75815 مصاباً، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع، في حين وصلت سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال إلى أقصى درجاتها خلال الأيام الأخيرة، فضلاً عن الكارثة الإنسانية غير المسبوقة والدمار الهائل في البنية التحتية للقطاع المحاصر.