أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم الأربعاء، أن المناقشات مع إيران في سياق محادثات الاتفاق النووي "في تقدّم"، مؤكداً أن هذا المسار "لن يتأثر بأي عملية خارجية أخرى"، في إشارة إلى الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
ورداً على سؤال عما إذا كان يخطط للسفر إلى إيران، قال غروسي في تصريحات صحافية: "كل شيء ممكن".
وبلغت مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن مرحلتها النهائية الأكثر حساسية، فهي باتت أمام أيام مفصلية، لكن مازالت إيران تصرّ على حل "القضايا الأساسية العالقة"، فيما لم تتجاوب معها الأطراف الغربية بعد، وتؤكد على ضرورة إنهاء المفاوضات هذا الأسبوع.
لكن الجانب الإيراني يقول إنه لا اتفاق ما لم تحل القضايا العالقة، التي يؤكد أنها ثلاث قضايا، تشمل نطاق العقوبات والضمانات والخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشهد فندق "كوبورغ"، أمس الثلاثاء، اجتماعات ولقاءات أكثر كثافة استمرت حتى منتصف الليل، ومن المقرر أن تستمر اليوم الأربعاء أيضا.
وتستمر الجولة الثامنة والأخيرة للمفاوضات، وهي باتت أطول الجولات، لحل القضايا العالقة الأكثر حساسية، وسط مخاوف غربية من تأثير الحرب الروسية على أوكرانيا على هذه المفاوضات، سواء لجهة أن تدفع إيران إلى رفع سقف مطالبها لحاجة الغرب لصادراتها النفطية في ظل العقوبات على موسكو، أو لجهة أن تعرقل روسيا التوصل إلى اتفاق.
فبينما كان المندوب الروسي في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف يقوم بدور وساطة كبير منذ انطلاق المفاوضات في إبريل/نيسان الماضي بين إيران والولايات المتحدة وتحوّل عبر تغريداته اليومية إلى ناطق باسم هذه المفاوضات، لم يعد يمارس هذا النشاط الكثيف منذ اندلاع الأزمة بين بلاده والغرب، وخاصة أنه منذ يومين لم يغرد بشأن الاتفاق، وكان أمس الثلاثاء غائبا عن الاجتماعات في فندق "كوبورغ". فكانت اللقاءات بين كبير المفاوضين الإيرانيين ونظرائه في الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومنسق المفاوضات أنريكي مورا، الذي يشغل منصب نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، حسب وكالات الأنباء الإيرانية.
لا اتفاق على حل القضايا العالقة
في غضون ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الأربعاء، في لقاء خاص مع برلمانيين إيرانيين، في مقر المجلس لبحث آخر تطورات مفاوضات فيينا، أن المفاوضات مستمرة، قائلا إنه لم يحصل بعد اتفاق بشأن المواضيع المتبقية.
وأضاف شمخاني، وفق وكالة "نورنيوز" المقرّبة من مجلس الأمن القومي الإيراني "لا مفر من توفير مستلزمات اتفاق متوازن ومستدام جدير بالثقة، بسبب التجارب المريرة الناتجة عن نكوث أميركا بالعهد والتقاعس الأوروبي".
وشدد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني على أن بلاده إلى جانب مواصلة جهودها لرفع العقوبات بالمفاوضات، تركز على إيجاد آليات لإفشال آثار العقوبات الأميركية، معرباً عن سعادته من "اتخاذ إجراءات جيدة للغاية في هذا الصدد".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قد أكد الإثنين في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن "ثلاث قضايا رئيسية باقية" في المفاوضات من دون حلّ حتى الآن، معرباً عن أسفه لأن "الطرفين الغربي والأميركي لم يتخذا قرارهما السياسي حولها".
وأشار إلى أن هذه القضايا هي في مجال نطاق العقوبات، والضمانات، و"بعض المزاعم السياسية المطروحة حول الأنشطة النووية السلمية الإيرانية"، في إشارة إلى خلافات بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحقيقات وأسئلة الوكالة حول أربعة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها. وتطالب الوكالة طهران بالشفافية حول هذه المواقع، والرد على أسئلتها.
وأهم الخلافات بين إيران والأطراف الغربية، حسب ما كشفت عنه الأسبوع الماضي، مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، هو بشأن تحقيقات الوكالة الدولية بشأن المواقع الأربعة، والتي تطالب إيران بضرورة إنهائها في أي اتفاق وإغلاق الملف، لكن مازالت الأطراف الغربية ترفض هذا الطلب.
أكدت صحيفة "إيران" الرسمية، في تقرير لها اليوم أن فرصة التوصل إلى اتفاق من عدم الوصول إليه باتت متساوية
إلى ذلك، أكدت صحيفة "إيران" الرسمية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن فرصة التوصل إلى اتفاق من عدم الوصول إليه باتت متساوية، متهمة باريس بأنها تلعب "دورا مخربا" في المفاوضات وتعرقل مسار التوصل إلى حلول بشأن القضايا المتبقية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الإثنين، إنّ هناك "ضرورة ملحّة لاختتام المحادثات هذا الأسبوع".
وفي واشنطن، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الإثنين، من أن بلاده ستغادر طاولة المفاوضات "إذا أبدت إيران عنادا"، مضيفا أنها وحلفاءها في حال إغلاق باب التفاوض لديهم "خطة باء" في مواجهة إيران ومنعها من امتلاك قنبلة نووية.