كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الأربعاء، أنّ قائد قوات العمليات الخاصة وأحد قادة الانقلاب في النيجر، موسى سالو بارمو، كان قد تلقى تدريبات عسكرية سابقة في العاصمة الأميركية واشنطن، وهو واحد من المقربين بالنسبة إلى المسؤولين الأميركيين.
وبحسب الصحيفة، فقد تفاجأت الإدارة الأميركية بظهور بارمو في مقطع الفيديو الذي أعلن قادة انقلاب النيجر فيه السيطرة على الحكم وإطاحة الرئيس المنتخب محمد بازوم.
وكان بارمو واحداً من بين الذين تجمعهم علاقة شخصية بضباط في الجيش الأميركي منذ ما يقارب الـ 30 عاماً. فبحسب الصحيفة، دعا الرجل الضباط الأميركيين إلى منزله لتناول العشاء، وكان مسؤولاً عن القوات التي تحارب تدفق مقاتلي "القاعدة" و"داعش" في غرب أفريقيا بالتعاون مع الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع، قوله إنّ بارمو "كان بالنسبة لنا الرجل المنشود" في النيجر، وربما لا يزال كذلك.
وخلال أول أسبوعين من انقلاب النيجر، برز القائد العسكري كوسيط دبلوماسي رئيسي بين الولايات المتحدة والمجلس العسكري، فقد كان الضباط الأميركيون يحملون رقم هاتفه معهم، ويعتقدون أنه سيكون أفضل فرصة لهم من أجل استعادة الديمقراطية ومنع حرب إقليمية فوضوية من شأنها أن تغرق إحدى أفقر مناطق العالم في أزمة أعمق، وفقاً للصحيفة ذاتها.
وخاض بارمو، الاثنين الماضي، مباحثات استمرت لما يقارب الساعتين مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، في نيامي، لم يشارك فيها الجنرال عبد الرحمن تياني، الرجل القوي الجديد في النيجر.
وقالت نولاند، حينها، إن المحادثات "كانت في منتهى الصراحة واتّسمت أحياناً بالصعوبة"، وطلبت المسؤولة الأميركية من بارمو التوسط في صفقة من شأنها أن تسمح للنيجر وحلفائها الغربيين القدامى بالعودة إلى محاربة "القاعدة" و"داعش" ومقاتلي جماعة بوكو حرام، ومنع البلاد من أن تصبح موقعاً أفريقياً آخر لها، بالإضافة إلى تخوفات من سيطرة روسيا ومجموعة فاغنر.
ويعتمد النهج العسكري الأميركي على إرسال قوات خاصة لتدريب القوات المحلية لمحاربة تلك التنظيمات.
ونقلت الصحيفة عن جنرال أميركي سابق في القوات الجوية، قوله إنّ "فقدان معقل لنا في النيجر سيكون بمثابة نكسة للمصالح الاستراتيجية لواشنطن في المنطقة"، مضيفاً: "كانت النيجر جزيرة الاستقرار في بحر الاضطرابات الإرهابية".
وتشير هذه المباحثات الفاشلة وتصريحات المسؤولين الأميركيين، بحسب الصحيفة، إلى أنها دليل على فشل حملة مكافحة الإرهاب الأميركية في غرب أفريقيا، فقد كان بارمو رجلاً حيوياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حتى اختلفت مصالحه.
يُذكر أن الانقلابات كانت قد ألقت بظلالها، خلال العامين الماضيين، على كل من مالي وبوركينا فاسو، وهو ما قد يُسائل، بحسب ذات الصحيفة، قدرة الولايات المتحدة على مساعدة بلدان الساحل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية، مع منع موسكو من الاستفادة من هذا التوتر في البلاد.
وتشهد علاقات قادة نيامي الجدد توتّراً مع الدول الغربية ومعظم الدول الأفريقية التي دانت الانقلاب، إلّا أنّها ممتازة مع مالي وبوركينا فاسو اللتين يقودهما أيضاً عسكريون استولوا على السلطة بالقوة.