كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم الخميس، أن التحالف الدولي في البحر الأحمر بقيادة الولايات المتحدة، يستعد لضرب عدة مواقع للحوثيين في محيط مدينتي الحديدة وحجة باليمن، إضافة إلى البنية التحتية في العاصمة صنعاء.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين، أنه تم إبلاغ مسؤولين في مجال الشحن البحري أن الأهداف التي ينوي التحالف الدولي في البحر الأحمر ضربها، كرد على هجمات الحوثيين، تشمل مواقع إطلاق صواريخ ومستودعات الأسلحة والمسيّرات الخاصة بجماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
وقال مسؤول دفاعي أميركي وشخص مقرب من الحوثيين، في حديثهما مع الصحيفة، إنّ الحوثيين نقلوا بعض الأسلحة والمعدات تحسباً لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها.
وأكد مصدر مقرب من الحوثيين أن "الجماعة قامت بتخزين الصواريخ في مخابئ بناها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في صنعاء، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية".
وقال ثلاثة من سكان مدينة الحديدة اليمنية، في حديثهم مع وكالة "رويترز"، إنّ "المدينة تعيش حالة استنفار من مساء الخميس، مع الانتشار الكثيف لقوات الحوثيين في المدينة وحركة الشاحنات العسكرية". وأضافوا أن العمل يجري على إخلاء المعسكرات.
وبحسب الصحيفة، فقد غادرت سفينة "بهشاد"، وهي سفينة تجسس إيرانية البحر الأحمر، في وقت مبكر من اليوم الخميس.
ووفقاً للصحيفة، فإن إدارة بايدن كانت مترددة في مسألة الرد "بقوة شديدة" على الحوثيين، خشية أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب في المنطقة.
وفي حديثهم مع الصحيفة، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون إنّ الهجمة التي ينوي التحالف بدءها تهدف إلى إيجاد "حل جذري" للحد من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
من جهتها، أفادت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، الخميس، بأنه من المتوقع أن تنضم بريطانيا للولايات المتحدة في توجيه ضربات جوية ليلية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أطلع وزراء حكومته على التدخل العسكري الوشيك ضد الحوثيين، مساء الخميس.
يأتي هذا بعد أن كشفت وكالة بلومبيرغ عن توجه الاتحاد الأوروبي لإطلاق عملية بحرية جديدة في البحر الأحمر بهدف إعادة إرساء الأمن وحرية الملاحة والتصدي لهجمات الحوثيين على سفن تقول الجماعة اليمنية إنها مرتبطة بإسرائيل.
وقالت بلومبيرغ، نقلاً عن أشخاص مطلعين على النقاشات، إنه من الممكن أن يضع الاتحاد الأوروبي اللمسات النهائية على العملية بمجرد انعقاد اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل في 22 يناير/كانون الثاني الجاري.
وكان الحوثيون قد شنوا أكبر هجوم صاروخي وباستخدام الطائرات بدون طيار حتى الآن، أول أمس الثلاثاء، على سفن في البحر الأحمر، ما يشكل تحدياً للقوات الأميركية والبريطانية التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر.
وقال الجيش الأميركي، يوم الخميس، إن الحوثيين اليمنيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن على ممرات شحن دولية في خليج عدن اليوم لكن الهجوم لم يتسبب في وقوع إصابات أو أضرار، بحسب رويترز.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، إن الصاروخ شوهد وهو يرتطم بالمياه بجوار سفينة تجارية وإن هذا هو الهجوم السابع والعشرون الذي يشنه الحوثيون على ممرات الشحن الدولية منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأبحرت حوالي 24 سفينة حاويات عبر الجزء الجنوبي من قناة السويس إلى البحر الأحمر في الفترة من 6 يناير/كانون الثاني إلى العاشر منه، مقارنة بثمانية في الفترة من 30 ديسمبر/كانون الأول إلى 3 يناير/كانون الثاني، وفقًا لبيانات من مزود تتبع السفن والتحليلات البحرية MarineTraffic، بحسب رويترز.