قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الأحد، إن أجهزة الأمن الإسرائيلي لا توصي باغتيال قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، خوفاً من التداعيات المترتبة عن ذلك، التي قد تصل إلى حد اندلاع مواجهة عسكرية شاملة تدفع إسرائيل إلى التورط في عملية برية في قطاع غزة من جهة، وتزيد من احتمالات فتح جبهة على الحدود الشمالية مع لبنان من جهة أخرى.
يأتي ذلك في ظل دعوات إسرائيلية واسعة طالبت باغتيال السنوار، عقب عملية "إلعاد" يوم الخميس الماضي.
وأشار المراسل العسكري في الصحيفة يوسي يهوشع، إلى أن السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة التي سادت في العقدين الأخيرين تقريباً لن تتغير على ما يبدو، وهي سياسة الفصل بين قطاع غزة من جهة، والضفة الغربية المحتلة.
وأكد أن الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" لم يوصيا في المداولات الأخيرة باعتماد خيار تصفية يحيى السنوار، إذ لا يزال رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الأمن بني غانتس يؤيدان مواصلة السياسة الحالية بالفصل التام بين القطاع والضفة الغربية.
وبحسب يهوشع، تتمثل سياسة حكومة الاحتلال بمواصلة السياسة الحالية في احتواء العمليات والمحافظة على الهدوء من قطاع غزة وعدم التصعيد تحسباً من مواجهة مفتوحة.
ويرى أن قائد "حماس" يحيى السنوار، وضع الحكومة الإسرائيلية في فخ، إذ إنها تعرف أن إطلاق جولة تصعيد جديدة من خلال تصفيته، تعني سقوط الحكومة الحالية، بالمقابل فإن مواصلة السياسة الحالية هي خسارة رئيس الحكومة لعدة مقاعد في حال إجراء انتخابات جديدة.
بموازاة ذلك، قال تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" صباح اليوم الأحد، إن اغتيال السنوار لن يضع حداً للعمليات ضد إسرائيل. وأشار التحليل الذي نشره عاموس هرئيل إلى أن الصعوبة الرئيسية التي تواجهها إسرائيل في الموجة الحالية من العمليات، هي في تحليل المعلومات الاستخباراتية ومنع وقوع العمليات، وليس في تحليل العمليات التي تحصل أو في الوصول إلى منفذيها.
وبحسب ما يقول، فإن الصعوية تتمثل باعتقال منفذي العمليات قبل تنفيذ عملياتهم، وذلك بسبب كون هذه العمليات فردية وغير مرتبطة بتنظيم أو فصيل فلسطيني أياً كان، كذلك إن منفذي العمليات في الموجة الحالية حذرون جداً، ولا يسارعون إلى إبداء آراء أو الكشف عن نياتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعية، ما يحول دون الوصول إليهم خلافاً لموجة العمليات الفردية عام 2015.
كذلك تمتاز هذه الموجة أيضاً، بحسبه، بأن منفذي العمليات على ما يبدو يقومون بعملياتهم من خلال تخطيط مسبق، مع التزود بأسلحة نارية وأسلحة أخرى.