استمع إلى الملخص
- عقدت المجموعة مؤتمراً صحافياً أمام الكونغرس، حيث أكد الحاخام آندي خان أن القيم اليهودية الإصلاحية تدفعهم للمطالبة بوقف إطلاق النار وحظر الأسلحة لدفع إسرائيل نحو السلام.
- شدد نيت بيرومتور وسارة بيرلمادير على ضرورة وقف تمويل "آلة حرب نتنياهو" لتحقيق السلام، مؤكدين أن سلامة اليهود لا يجب أن تأتي على حساب إنسانية الفلسطينيين.
اجتمع الثلاثاء أكثر من 50 يهودياً إصلاحياً مع أعضاء الكونغرس في الكابيتول هيل، للضغط من أجل فرض حظر على تصدير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، ووقف تمويل إسرائيل في ضوء العدوان على غزة الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتصعيد الحرب في لبنان.
ويمثل هؤلاء حركة "يهود إصلاحيون من أجل العدالة"، وهي حركة شعبية من اليهود الإصلاحيين، مكرسة لتعزيز العدالة والتحرر الجماعي، وتدعو إلى التضامن مع الفلسطينيين، وتتحدّى السياسات اليمينية التي أثرت بحركة الإصلاح، وتهدف من خلال عملها إلى إنشاء مجتمع يهودي إصلاحي، يعكس قيم الإنسانية والكرامة والسلام. وضمّت المجموعة حاخامات إصلاحيين، بالإضافة إلى أبناء بعض أبرز رجال الدين في حركة الإصلاح اليهودية، والتي تُعدّ أكبر طائفة لليهود الأميركيين في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التحرّك في أعقاب رسالة موقعة من أكثر من 1000 يهودي إصلاحي، تدعو إلى حظر الأسلحة ووقف دعم إسرائيل. وعقدت المجموعة مؤتمراً صحافياً أمام الكونغرس، وقال الحاخام آندي خان، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "أنا هنا اليوم في واشنطن العاصمة مع حركة اليهود الإصلاحيين من أجل العدالة، لتمثيل قاعدة كبيرة من اليهود الإصلاحيين في أميركا، الذين يريدون وقف إطلاق النار، ويريدون حظر الأسلحة، للمساعدة في دفع إسرائيل نحو وقف إطلاق النار في غزة، مع الإفراج عن الرهائن، وإنهاء كل العدوان المستمر ضد الشعب الفلسطيني والآن ضد لبنان".
وتابع: "نحن نفعل ذلك لأن قيمنا اليهودية الإصلاحية، التي نستمدها من التوراة، تقودنا إلى الاعتقاد بأن هذا هو الطريق الصحيح"، مضيفاً أن "هذا هو الطريق الذي يتماشى مع القيم اليهودية للمضي قدماً في هذه اللحظة التي تشهد مثل هذا الاضطراب الكبير، والصراع في جميع أنحاء العالم". وانتقد من يتحدثون باسم اليهود ويطالبون بدعم إسرائيل، قائلاً: "هناك الكثير من الأشخاص الذين يزعمون أنهم يتحدثون باسم الجالية اليهودية بشكل واضح عندما يقولون إنه يجب أن يكون هناك دعم مستمر، دون أي شروط للحكومة الإسرائيلية وللجيش الإسرائيلي، ونحن هنا لنقول إن هذا غير صحيح، وأخيراً، طبقاً لاستطلاعات الرأي، أكثر من 50% من اليهود الأميركيين يريدون وقف إطلاق النار، ويعتقدون أن حظر الأسلحة سيكون أفضل طريقة لتحقيق ذلك".
ومن جانبه، قال نيت بيرومتور: "أنا ابن لاثنين من حاخامات الإصلاح، ونحن هنا في الكابيتول هيل اليوم بوصفنا يهوداً إصلاحيين، للضغط من أجل وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، لأن هذا هو أفضل شيء يمكننا القيام به للمساعدة في الوصول إلى السلام في الشرق الأوسط". وأضاف في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمام الكونغرس، أنه من أجل سلامة الإسرائيليين، ومن أجل سلامة الفلسطينيين، ومن أجل سلامة جميع جيرانهم والعالم الأوسع، يجب وقف تمويل "آلة حرب نتنياهو"، وذلك من أجل وقف إطلاق النار وإعادة "الرهائن" إلى عائلاتهم في إسرائيل.
ولفت إلى أن هجوم الجيش الإسرائيلي على غزة، والآن التصعيد في المنطقة هو كارثة إنسانية، مشدداً على أن إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن يمكنها إيقاف ما يحدث إذا أرادت ذلك، وأنه لا يمكن السماح للحكومة الأميركية بالمساعدة في عملية القتل المنظمة تحت ذريعة الحفاظ على سلامة اليهود. وقال: "لا يمكن الحفاظ على سلامة اليهود بقتل أكثر من 40 ألف بريء، ولا يمكن الحفاظ على سلامة اليهود بتجويع وتشريد أكثر من مليون شخص، ولا يمكن تحقيق سلامة اليهود وسلامة جميع الناس، إلا من خلال وقف إطلاق النار، وأخاطب زملائي اليهود الأميركيين: حرروا أنفسكم من المفهوم الخاطئ بأن سلامتكم الشخصية تعتمد على إخضاع وقتل الملايين من بني البشر. إنها كذبة. إن الدعوة إلى الحفاظ على الحياة ليست معاداة للسامية. من واجبنا بوصفنا يهوداً أن نقول بصوت عالٍ لإخواننا الأميركيين، من فضلكم فكروا في حياة إخوتنا وأخواتنا الفلسطينيين".
وتابع: "لا داعي لقتلهم من أجل سلامتي ورفاهيتي، وأي شخص يقول غير ذلك مخطئ تماماً. فكل حياة بشرية مقدسة مثل أي حياة أخرى". ومن جانبها، قالت سارة بيرلمادير: "أنا واحدة من مؤسسي منظمة اليهود الإصلاحيين من أجل العدالة. لقد شهدنا خسارة مروعة للأرواح على مدار العام الماضي، من بينهم 1200 إسرائيلي قُتلوا على يد حماس، و100 أُخذوا رهائن، وهجوم شنه الجيش الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 42000 شخص. ويجب أن نبذل قصارى جهدنا لإنهاء هذا الرعب".
وشددت على أنه "يجب وقف إطلاق النار، لأنه السبيل الوحيد لإنهاء العنف العشوائي ضد الفلسطينيين، وإعادة الرهائن إلى ديارهم". وقالت: "نؤمن إيماناً راسخاً بأن سلامة اليهود لا ينبغي أن تأتي على حساب إنسانية الفلسطينيين، ونحن فخورون بالوقوف إلى جانب أكثر من ألف يهودي إصلاحي يمثلون تنوع الحركة عبر الأعمار والأعراق والانتماءات العرقية والمناطق. ونحن نمثل رجال الدين، والزعماء العلمانيين، ورؤساء المعابد اليهودية، ومستشاري المخيمات، وأعضاء مجلس إدارة مجموعات الشباب، والمعلمين، والموظفين".