يحيي الأكراد في سورية، اليوم الأحد، ذكرى مجزرتي عامودا وعين العرب، مستذكرين الجرائم التي ارتكبتها جهات عدة بحقهم، وسط تنديد ودعوات لعدم تكرار مجازر كهذه.
ودعت فاعليات كردية إلى إشعال الشموع، مساء الأحد، على أسطح الأبنية وفي الشوارع والأحياء، إحياءً لذكرى مجزرة عامودا الثامنة التي توافق اليوم، ومجزرة عين العرب "كوباني" التي وافقت أول من أمس.
وكان مسلحو حزب "الاتحاد الديمقراطي" قد ارتكبوا مجزرة عامودا عام 2013، إذ راح ضحيتها ستة أشخاص ونحو 35 جريحا، بعد مهاجمة مظاهرة سلمية مدنية، كانت تطالب بإطلاق سراح ثلاثة نشطاء، بالرصاص الحي.
واعترفت "وحدات حماية الشعب"، أمس السبت، بارتكابها مجزرة مدينة عامودا عام 2013، مقدمة اعتذارها ومتعهدة بعدم تكرار ذلك.
ونقلت وكالة "هاوار" التابعة لمليشيا "قسد" بيانًا لقيادة تلك الوحدات قالت فيه، إن "ما حدث في عامودا يومي 27 و28 يونيو/ حزيران 2013 هو فاجعة تسببت بضرر كبير لأهلنا، ويجب ألا يتكرر في تاريخ الكرد".
وأضاف الناطق الرسمي باسم الوحدات الكردية/ نوري محمود، أن "الوحدات تتحمل مسؤولية ذلك الحدث، وتعتبره خطأ كبيرا أودى بحياة أبرياء".
كان مسلحو حزب "الاتحاد الديمقراطي" ارتكبوا مجزرة عامودا عام 2013، حيث راح ضحيتها ستة أشخاص ونحو 35 جريحا، بعد مهاجمة مظاهرة سلمية مدنية، كانت تطالب بإطلاق سراح ثلاثة نشطاء، بالرصاص الحي
وانخرط نشطاء عامودا في أعمال الثورة السورية منذ بداياتها عبر التظاهرات السلمية التي حاولت قوات النظام السوري مرات عديدة قمعها، وحين عجزت عن ذلك أوكلت الأمر إلى القوات التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، التي سلمتها المدن والبلدات والقرى ذات الغالبية الكردية، بعدما فشلت في السيطرة على النشاط الثوري الشبابي حتى ارتكابها مجزرة عامودا، التي بدأت أحداثها بمحاصرة البلدة من قبل أكثر من 400 مسلح، حيث جرى إغلاق الطرق الرئيسية ومعابر المدينة، وشرعوا باعتقال النشطاء والمتظاهرين.
كما أحيا الأكراد قبل يومين ذكرى مجزرة عين العرب (كوباني)، التي جرت في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران 2015، على يد عناصر مسلحين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم "داعش"، وإن كان التنظيم لم يتبنَّ ذلك أبدا، وهي مجزرة ذهب ضحيتها عشرات الأشخاص.
وبعد مرور خمسة أشهر على تحرير المدينة من عناصر "داعش"، اقتحم مسلحون القرى المحيطة بها، بدءا من قرية "برخ بوطاني" التي تبعد حوالي 20 كيلومتراً عن مركز المدينة، ثم قرية خزينة وقرية خويدان وسوسان وطرمك بيجان وطرمك ببختان، وقاموا بقتل الأهالي بالأسلحة البيضاء، فيما جرى ذبح 35 شخصا، بينهم أطفال ونساء في قرية برخ بوطاني، وفق المصادر الكردية.
وفي ذكرى المجزرة، قال "تيار مستقبل كردستان سورية"، في بيان له، إنه "في الوقت الذي يستذكر هذه الفاجعة الأليمة بحزن وألم، فإنه يدين ويستنكر جميع أشكال استهداف المدنيين، وما يجري في عفرين وإدلب وكل المناطق السورية الأخرى من تغيير ديمغرافي وانتهاكات ترتقي إلى جرائم حرب".
ودعا الحزب مسؤولي حزب "الاتحاد الديمقراطي" إلى الكشف عن نتائج التحقيقات في ملابسات حدوث جريمة كوباني، وإبلاغ الأهالي بحقيقة ما جرى في تلك الليلة.