تستعيد الجزائر، اليوم الثلاثاء، الذكرى العاشرة لتحرير منشأة الغاز تيقنتورين من أيدي مجموعة مسلحة تضم 33 عنصرا، قدمت من شمال مالي، حيث خلف الهجوم 37 قتيلا أغلبهم من العاملين الأجانب في المنشأة، ما دفع السلطات الجزائرية إلى تعزيز أمن المنشآت النفطية في جنوبي الجزائر، وتخصيص ما يقارب نصف مليار دولار لتنفيذ الخطط الأمنية.
وأقيمت في المنشأة الغازية بتيقنتورين جنوبي الجزائر، مساء أمس، مراسم إحياء الذكرى العاشرة للاعتداء، بحضور وزير الطاقة محمد عرقاب، ورئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة.
وأشاد عرقاب بما وصفه "احترافية قوات الجيش الجزائري في إحباط المخطط الإجرامي للجماعات الإرهابية"، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء سابع مبروك، أن "قوات الجيش تصدت بفطنة وحزم للهجوم، وخلال العملية النوعية المفاجئة التي نفذت بسرعة ودقة متناهيتين تمكنت من القضاء على عناصر الجماعة الإرهابية".
وحضر إحياء الذكرى، ووضع الورود على النصب التذكاري، عدد من سفراء الدول التي كان لديها ضحايا، حيث تم تكريم بعض عائلات الضحايا والجرحى الجزائريين والأجانب، وخاصة عائلة لحمر محمد أمين، وهو الحارس الأول الذي تفطن لوجود المهاجمين وأطلق صفارات الإنذار، ما منع سيطرتهم الكاملة على المنشأة، والتدخل الفوري لقوات الجيش، قبل أن يسقط بوابل من الرصاص.
وقال مدير الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" توفيق حكار في هذه المناسبة إن الجهاز الأمني للشركة، "شهد تطورا منذ الاعتداء على المركب الغازي لتيقنتورين في يناير 2013، بالتعاون مع قوات الجيش ومصالح الأمن، لتأمين المنشآت الطاقوية والمواقع الصناعية وخطوط الأنابيب التي يفوق طولها 22 ألف كيلومتر بشكل كامل".
وأضاف حكار أن "كل المنشآت الطاقوية أضحت مؤمنة تماما"، وكشف عن تخصيص ما يعادل 400 مليون دولار، لتأمين المنشآت الطاقوية الحيوية في الجزائر، مشيراً إلى تدريب حوالي 22 ألف عامل مؤهلين لهذا الغرض، من أجل سلامة مواقع المنشآت الحيوية وتلك التابعة للشركات المختلطة.
وفي السياق، قال المسؤول في مديرية الإعلام بهيئة أركان الجيش العقيد مراح مصطفى إن المنشآت الطاقوية "مؤمنة تأمينا شاملا، بما يسمح بتجسيد كل أشكال التعاون والاستثمارات المشتركة على ارض الواقع".
وفي 16 يناير 2013 هاجمت مجموعة مسلحة كانت تضم 33 مسلحا، قدموا من شمال مالي، المنشأة الغازية "تيقنتورين في منطقة عين أميناس بمحافظة اليزي، أقصى جنوبي الجزائر.
واحتجزت المجموعة المسلحة أكثر من 800 رهينة بينهم 132 رهينة أجنبية. وتدخلت القوات الخاصة للجيش الجزائري لتحرير الرهائن، وانتهت العملية بمقتل 37 رهينة أجنبية وجزائري واحد والقضاء على 30 مسلحا وإلقاء القبض على ثلاثة مسلحين بينهم تونسي.
ويتبع المسلحون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكتيبة الملثمون وجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وينتمون إلى 11 جنسية، من تونس وموريتانيا ومالي وليبيا والنيجر، وبينهم مسلحان غربيان من كندا، هما كريستوس كاتسيروباس (22 سنة) وعلي مدلج (24 سنة)، دلت التحقيقات بشأنهما أنهما سافرا إلى المغرب في 2011، واعتقل أحدهما في موريتانيا، قبل أن ينضما إلى معسكر للتدريب في مالي.
وتمت في نهاية نفس السنة 2013، إعادة تشغيل منشأة الغاز التي تدار بالشراكة بين مجمعات سوناطراك (الجزائر) و برتيتش بتروليوم (بريطانيا) و ستاتويل (النرويج)، ويقدر إنتاجها بـ 30 مليون متر مكعب في اليوم من الغاز الطبيعي، وتسعة ملايين متر مكعب في السنة.
وفي الرابع من أغسطس/ آب الماضي ظهر للمرة الأولى قائد كتيبة المغاوير التابعة للقوات الخاصة في الجيش الجزائري، والتي تولت عملية تحرير 700 من الرهائن الجزائريين والأجانب. وظهر المقدم حمزة شعلالي اليوم خلال حفل تكريم أقامه الرئيس عبد المجيد تبون على شرف قيادات الجيش والاستخبارات وكبار الضباط المتقاعدين، حيث أعلن خلال تقديمه، أنه كان قد أصيب خلال العملية، لكنه رفض الانسحاب قبل القضاء على كامل المسلحين في المنشأة.