في مساء 23 ديسمبر/ كانون الأول عام 2012، ارتكبت طائرات النظام السوري الحربية مجزرة في مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي الغربي، خلال احتشاد المدنيين للحصول على الخبز، مسبّبة سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، لتغطي دماء الضحايا الخبز، ويبقى جرح المجزرة مفتوحاً بعد 11 عاماً على ارتكابها.
وحسب أحد الشهود على المجزرة منذ اللحظات الأولى، الناشط الإعلامي بشار الدياب، فإن "المجزرة راح ضحيتها 93 شهيداً"، مضيفاً: "عدنا بالذكريات إلى كامل التفاصيل بالمكان ومن قتل ومن أصيب، وكيف ذهبنا وكيف عالجنا المرضى. ذكرى أليمة جداً جداً والقاتل ما زال طليقاً".
وتابع الدياب "حتى الوقت الحالي، النظام المجرم الذي نفذ العمل ما زال موجوداً، وهذا يحزّ في القلب. كنا في المكتب الإعلامي نغطي أزمة الخبز حينها لثلاثة أيام سبقت المجزرة، وكان الحشد ما بين 300 و500 شخص، كان هناك تخوف من طيران النظام. وعند استهداف المكان بالطائرات الحربية، كنت أول الواصلين. المشهد كان مرعباً جداً؛ الأشلاء على الأرض والناس تصرخ، الضحايا محروقون بالكامل، وليس عليهم لباس لكونه احترق، الأطراف مبتورة والرؤوس مشوهة والصراخ، المشهد مرعب ومأساوي".
وأضاف الدياب: "كانت النقطة الطبية بإمكانات بسيطة لم تستوعب كثافة عدد الجرحى والمصابين، والإسعاف كان بشكل عشوائي بالسيارات وغيرها، كنا نحمل الجريح فقط لنسعفه وليس لدينا أي خبرات طبية، والمنطقة بعيدة عن أقرب مشفى، وهو مشفى كفرزيتا وباقي المشافي في اللطامنة أو مشفى كفرنبل ومشفى مدينة معرة النعمان، والطيران كان يستهدف كل التحركات أيضاً".
وتابع: "الذكرى هي ألم يتكرر، عشنا التهجير في أعوام 2012 و2013 و 2015 و2017، إلى الوقت الحالي، حيث معظم سكان المدينة (حلفايا) مهجرون، وعدد سكانها لا يتجاوز 5 آلاف نسمة من أصل 30 ألفاً".
أما عن اللحظات التي مرّ بها خلال المجزرة، فيقول الدياب: "المشهد كان مرعباً، بعد الانتهاء من الإسعاف نزلت لقبو المدرسة حيث كانت النقطة الطبية، كانت رائحة الدماء قوية، فخرجت. لم أستطع تحمل رائحة الدم، دموعي تجري لا إرادياً، بعدها تمالكت نفسي ونزلت لمحاولة الإسعاف، والمساعدة لكن كانت النقطة ضعيفة جداً وأغلب الحالات كنا نحولها للمشافي القريبة".
الإعلامي السوري مصعب الياسين كتب على فيسبوك أن "ضحايا لم يجدوا إلى اليوم من ينتصر لدمائهم المخضبة بأرغفة الخبز. 11 عاماً مرت على ارتكاب نظام الأسد لمجزرة فرن حلفايا شماليّ محافظة حماة راح ضحيتها أكثر من 100 مدني كانوا يشترون الخبز عندما قصفت طائرات الأسد الحربية المخبز الآلي في المدينة".
واستهدفت طائرات النظام السوري الحربية طابوراً من السكان المتجمعين أمام المخبز الآلي للحصول على الخبز في المدينة، لتوقع 300 مدني ما بين قتيل وجريح وفق المركز الإعلامي للثورة، وذلك بعد 3 أيام على سيطرة الجيش السوري الحر عليها.
وكان الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة قد حمّل النظام مسؤولية المجزرة التي جاءت خلال زيارة المبعوث الدولي الخاص إلى دمشق، الأخضر الإبراهيمي.