أقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، في محافظة الأنبار غربي العراق، على إعدام العشرات من أبناء عشائر البونمر التي وجهت نداءات استغاثة إلى الحكومة لتزويدها بالسلاح لمواجهة التنظيم، لكن دون جدوى.
وقال مصدر محلي في محافظة الأنبار لـ "العربي الجديد"، إنّ "التنظيم أعدم 52 من أبناء عشائر البونمر، بعدما وثّق أيديهم وأطلق عليهم الرصاص"، موضحاً أن "الجريمة نفذت في منطقة البونمر التي سيطر عليها التنظيم بعد نفاد أسلحة العشائر التي تصدّت له".
وكان عضو مجلس محافظة الأنبار، مزهر الملا، قد قال لـ "العربي الجديد"، أمس الأربعاء إنّ عشائر البونمر، وهي على الجانب الأيسر من نهر الفرات في الجنوب الشرقي لقضاء هيت، والتي قاومت "داعش" مقاومة شرسة، "محاصرة منذ أكثر من 15 يوماً ونفدت ذخيرتها، واضطرّت للانسحاب من المنطقة ليسيطر عليها التنظيم ويحاصرها".
وأضاف "لقد طلبنا الدعم من الحكومة والتقينا قبل يومين القائد العام للقوات المسلّحة رئيس الوزراء، حيدر العبادي في بغداد، الذي وعدنا بتقديم العتاد والسلاح اللازمين، لكن هناك عجز حكومي واضح بتقديم المساعدات للعشائر، وإذا لم تف الحكومة بوعدها خلال اليومين فبالتأكيد سيكون التقصير الحكومي متعمداً".
من جهته، حذر النائب عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، الحكومة من استمرار الصمت عن مجزرة جديدة سيتعرّض لها أبناء عشائر البونمر، مؤكداً أنّ من واجب الحكومة، إسناد ودعم العشائر التي تقاتل الإرهاب، محملاً الحكومة العراقية مسؤولية دماء أبناء العراق في المناطق المحتلة، من قبل "داعش" والميليشيات بشكل عام، ودماء عشيرة البونمر خصوصاً، بعد ترك الحكومة لهذه العشيرة المجاهدة الصامدة، لتواجه مصيرها منفردة، بعد نفاد ذخيرتها.
وفي السياق نفسه، أعدم تنظيم "داعش" 22 شخصاً اختطفهم أمس الأربعاء من قضاء الشرقاط شمال تكريت، وحسب مصدر أمني تحدث لـ "العربي الجديد"، فإنّ "التنظيم أعدم المخطوفين والذين من بينهم ضباط وعناصر في الشرطة بطلقات نارية".
كما اختطف "داعش" 20 مواطناً من جنوب الموصل بينهم شيوخ عشائر، وقال شهود عيان لـ "العربي الجديد"، إنّ "المختطفين اقتادهم عناصر التنظيم من منازلهم في ناحيتي القيارة جنوبي المدينة، وان من بينهم تسعة شيوخ من عشائر الجبور"، وأوضح الشهود أنّ "المختطفين لم يعرف مصيرهم بعد".