دعا منشور، من 12 صفحة، وزّعه حزب "النور" السلفي التابع لجماعة "الدعوة السلفية" على طلبة الجامعات المصرية، الخميس، إلى سرعة توصيل مبرراتهم لترشيح وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي رئيساً للجمهورية، ورفض ترشيح حمدين صباحي، إلى كل القواعد في القرى والمساجد.
وأكد المنشور، الذي حصل "العربي الجديد" عليه، على ضرورة نبذ كل مَن يخالفهم، واتهامه بالخيانة والعمالة والنفاق، و"عدم تضييع الوقت معهم لأنه سيؤدي إلى جدال عقيم وقسوة في القلوب".
واعتبر المنشور، الذي وزع تحت عنوان "أسباب دعم الدعوة السلفية لعبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية" على طلبة جامعة الأزهر في أسيوط، أن عدم انتخاب السيسي، أو تشويه صورته "مفاسد تؤدي إلى غلق الحزب وحرية الدعوة".
وأضاف أن "السيسي أفضل المرشحين، حتى لو افترضنا وجود ظلم وتحمّله مسؤولية الدماء، فهو من باب أخفّ الضررين وأهون الشرّين وأدنى المفسدتين".
5 أسباب لرفض حمدين
وأكد المنشور أن من مفاسد وصول المرشح الناصري حمدين صباحي، للرئاسة، خطورة الفكر اليساري وإحاطة اليسارين والعلمانيين به، وأنه يرى مرجعية "الأزهر" فقط وعدم جواز ممارسة الدعوة من غير الجهات الرسمية.
وتمتد مفاسد صباحي، بنظرهم، إلى "قضية التمييز على أساس الدين، والجنس أمر جوهري عنده، مثل تولية المرأة والنصارى في الأماكن الحساسة والقيادية والسيادية الهامة، إضافة إلى تخوّف المستثمرين من الفكر الناصري وقضية التأميم، ومن عدم تعاون مؤسسات الدولة معه وإفشاله".
ويحتوي المنشور على بعض الشبهات والرد عليها، ويعتبر مقاطعة الانتخابات من الشبهات، إذ يقول إن "الدافع من المقاطعة أولاً، الخوف من هجوم (الإخوان المسلمين) والرد أنهم لن يرضوا عنك مهما فعلت سواء انسحبت من المشهد أو قاطعت، وثانياً عدم وجود مَن يستحق، والرد أن هذا اختيار نسبي وليس مطلقاً، وإذا كان بوسعنا أن نقلّل الظلم مع مَن نتعاون معه نفعل، ثالثاً الخوف من المستقبل، والرد لم نقدم ضمانات حتى الرئيس المتوقع نفسه لم يقدم أي ضمانات للشعب".
ويرى أن اختيار مسار المقاطعة أمر خطير على القواعد واضعاف المؤسسات، ووجود علاقات سيئة مع الرئيس المقبل (السيسي)، إلى جانب التشويه الإعلامي لجعلك مثل "الإخوان".
ورفض ترك حرية الرأي لأبناء الدعوة في اختيار المرشح المناسب، تحت دعوى أن هذا سيؤدي إلى سوء الظن والتشهير وكتابة شهادة وفاة لحزب "النور".
وفي رده على ما وصفه بشبهة دعم مسؤول عن الدماء التي سالت في ميدان "رابعة العدوية"، اعترف المنشور بمسؤولية السيسي ووزارة الداخلية المصرية في تحمل الدماء، ومع ذلك برّر له عدم استجابة "الإخوان المسلمين" لفض الميدان أو الاستماع إلى الحكماء.
وتبنى حزب "النور" الرؤية الأمنية في طريقة فض الاعتصام بأنه بدأ برشّ المياه ومكبرات الصوت والطلقات التحذيرية، قائلاً: "الجماعة هي مَن كان أفرادها يرغبون في (هولوكوست) العصر الجديد".
ومع اعتراف الحزب بحدوث عملية قتل عشوائي، ومطالبتهم بالتحقيق فيه، إلا أنهم اعتبروه "قتال فتنة لا تُعرف الحقيقة فيه"، واعتبروا الدماء التي سالت لا تختلف عن الدماء التي سالت منذ 25 يناير، "فلا تمييز لدماء (الإخوان) عن غيرهم"، واستندوا في الرد على مسؤولية السيسي، عن قتل معتصمي "رابعة العدوية" إلى "الإمام الأوزاعي، والإمام مالك، بايعوا الخليفة أبا جعفر المنصور، مع ما ارتكبه هو وأبو العباس السفاح، من قتل آلاف الأمويين في دمشق، ولم يقل أحد أنهم باعوا دينهم أو خانوا الله ورسوله أو تلوّثت أيديهم بالدماء".
أما في ردهم على إغلاق السيسي للقنوات الدينية وللمساجد، فكان " أنه أغلق القنوات المحرضة فقط، وهناك قنوات إسلامية ما زالت موجودة، وهو يمنع المحرّضين ضد استقرار الدولة والنظام".
واعتبر الحزب أن السيسي أوفى بعهوده معهم في قضية الشريعة والهوية في دستور 2013، واستجاب لرغبتهم في تغيير حكومة رئيس الوزراء حازم الببلاوي، واستبداله برئيس الوزراء الحالي إبراهيم محلب، واختيار نظام مختلط في الانتخابات البرلمانية المقبلة.