وقال مسؤول عراقي رفيع في وزارة الخارجية لـ"العربي الجديد"، إن "الوفد السعودي برئاسة عبد الرحمن الشهري اختار مبنى السفارة الجديد من بين 12 مبنى رشح لهم مسبقاً، وجرى زيارتها بشكل ميداني جميعها".
وأوضح المسؤول، الذي رافق الوفد السعودي في جولته، التي استمرت لنحو أسبوع في بغداد، أنّ "الوفد اختار أحد المباني المرشحة له ويقع على مقربة من السفارتين الأميركية والبريطانية، فضلاً عن عدد من السفارات العربية القريبة".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّه "من المؤمل أن تفتح السفارة أبوابها في غضون شهرين من الآن بسبب حاجة المبنى المتفق عليه إلى أعمال ترميم وتأهيل، ستتكفل بها السلطات السعودية بناءً على طلبها هي".
وتبادلت بغداد والرياض إغلاق السفارات بينهما في العام 1991، إثر غزو نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت واندلاع حرب الخليج الأولى، قبل أن يقوم العراق في العام 2003 بإعادة فتح سفارته في بغداد، من دون أن تقدم السعودية على الخطوة نفسها بسبب توتر العلاقات بين البلدين، بعد تسلم نوري المالكي رئاسة الحكومة وانتهاجه سياسية "عدائية" من الدول العربية والخليجية على نحو خاص.
ووصف نائب رئيس الوزراء العراقي، بهاء الأعرجي، إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد بـ"الحدث المهم".
وقال الأعرجي، عقب لقائه بالوفد السعودي في بغداد، "مع احترامي لبقية الدول، إلا أن سفارة السعودية حين تُفتتح ليست كباقي السفارات، نظراً لثقل السعودية العربي والإسلامي والمعنوي الكبير".
واعتبر مراقبون إصرار السلطات السعودية على فتح سفاراتها في بغداد، على الرغم من الرسائل "الإرهابية"، التي بعثها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للرياض، الأسبوع الماضي، بمثابة بداية علاقات أكثر عمقاً مع النظام السياسي الجديد في العراق.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "بغداد"، ليث عبد الحميد، أنّ "التواجد السعودي سيكون له دور إيجابي في خلق توازن بين المتطلبات السنية في العراق والتدخلات الإيرانية ونعتبرها نقطة تحول كبيرة ومهمة".
وبين في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الكرة الآن في ملعب الحكومة العراقية، ويجب أن تثبت حسن تعامل لإكمال تطبيع العلاقات بين العراق والخليج بشكل كامل في الفترة المقبلة".