مع اندلاع احتجاجات واسعة في فلسطين المحتلة، نجد أن فهم الشباب العربي لهذا الحدث يتفاوت، بحسب مستوى وعيه السياسي. وبما أننا في دول أغلب سكانها من الشباب، فإن مسألة "صناعة الذاكرة" تكتسب أهمية مضاعفة. بالتأكيد لسنا في الوضع الذي يجهل في الشباب العربي القضية الفلسطينية، لكن نظرة الشباب لهذا القضية لا تخلو من التباسات عديدة ووعي مزيف. أكثر هذه الالتباسات شيوعاً تلك التي تعتبر فلسطين مجرد قضية حصار اقتصادي أو أمني، أو اعتبارها أزمة بين طرفين متساويين في الحق، أو القوة، ليتم الحديث عن "من بدأ بالقتال؟" أو "من استفز الآخر؟". أي اعتبار فلسطين مشكلة عابرة لتحسين ظروف الحياة، لا احتلال.
كل هذا سببه على الأرجح فشل العرب في خلق ذاكرة جماعية تجاه نكبتهم في فلسطين. أعني هنا فشلهم منذ حرب الخليج الثانية 1991 تحديداً. بغض النظر عن رأينا في الأنظمة العربية الحاكمة في الخمسينيات والستينيات، إلا أنها نجحت في صناعة رأي عام عربي موحد تجاه فلسطين. من الناحية السياسية، بنت بعض هذه الأنظمة شرعيتها على الحشد لتحرير فلسطين، ومن ناحية أخرى، كانت وسائل الإعلام الموحدة (إذاعة، تلفزيون) تمكن النظام السياسي من تعبئة الجماهير بشكل مذهل (لا يخلو هذا من مساوئ بطبيعة الحال).
اليوم، وكردة فعل على فشل تلك الأنظمة التي تبنت القضية الفلسطينية كمصدر للشرعية، وكردة فعل على قمعها واستبدادها، التبس تبني القضية الفلسطينية بذكرى أنظمة الاستبداد. فذاكرة جيل اليوم لا تعرف الكثير عن القضية، وكل ما تحفظها هي كوارث استبداد الأنظمة التي ارتبط اسمها، لفظياً، بالقضية الفلسطينية.
لكن التشاؤم "على طول الخط" لا يوصل إلى نتيجة عملياً، فهناك محاولات لصناعة وعي مختلف في وسائل التواصل الاجتماعية اليوم، في تويتر، وفيسبوك، وسنابشات، وهناك من يعود بنا إلى فلسطين بقوة، محاولاً صناعة وعي وذاكرة تحتل فلسطين مركزها. إن الكتابة بـ140 حرفاً عن فلسطين، وتسجيل مقطع من عشر ثوانٍ، وإعادة نشر مقالة فيسبوك، فعل مؤثر، يصنع موقف جيل تجاه فلسطين، وربما يساعد في رسم مستقبل مختلف.
كل هذا سببه على الأرجح فشل العرب في خلق ذاكرة جماعية تجاه نكبتهم في فلسطين. أعني هنا فشلهم منذ حرب الخليج الثانية 1991 تحديداً. بغض النظر عن رأينا في الأنظمة العربية الحاكمة في الخمسينيات والستينيات، إلا أنها نجحت في صناعة رأي عام عربي موحد تجاه فلسطين. من الناحية السياسية، بنت بعض هذه الأنظمة شرعيتها على الحشد لتحرير فلسطين، ومن ناحية أخرى، كانت وسائل الإعلام الموحدة (إذاعة، تلفزيون) تمكن النظام السياسي من تعبئة الجماهير بشكل مذهل (لا يخلو هذا من مساوئ بطبيعة الحال).
اليوم، وكردة فعل على فشل تلك الأنظمة التي تبنت القضية الفلسطينية كمصدر للشرعية، وكردة فعل على قمعها واستبدادها، التبس تبني القضية الفلسطينية بذكرى أنظمة الاستبداد. فذاكرة جيل اليوم لا تعرف الكثير عن القضية، وكل ما تحفظها هي كوارث استبداد الأنظمة التي ارتبط اسمها، لفظياً، بالقضية الفلسطينية.
لكن التشاؤم "على طول الخط" لا يوصل إلى نتيجة عملياً، فهناك محاولات لصناعة وعي مختلف في وسائل التواصل الاجتماعية اليوم، في تويتر، وفيسبوك، وسنابشات، وهناك من يعود بنا إلى فلسطين بقوة، محاولاً صناعة وعي وذاكرة تحتل فلسطين مركزها. إن الكتابة بـ140 حرفاً عن فلسطين، وتسجيل مقطع من عشر ثوانٍ، وإعادة نشر مقالة فيسبوك، فعل مؤثر، يصنع موقف جيل تجاه فلسطين، وربما يساعد في رسم مستقبل مختلف.