أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق، اليوم الجمعة، مقتل وإصابة نحو ألفي عراقي خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، في مناطق مختلفة من البلاد، فيما احتلت بغداد النصيب الأكبر من تلك الحصيلة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في البلاد "يونامي" في بيان صدر اليوم أنَ "717 عراقياً قتلوا وأصيب 1216 آخرون في أعمال عنف وإرهاب وصراعات مسلحة خلال شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم".
وكشف البيان أنَّ العاصمة بغداد كانت الأكثر تضرراً بين باقي المحافظات العراقية بمجموع ضحايا وصل إلى 840 مواطنا، بينهم 257 قتيلاً و583 جريحاً، تليها الأنبار 204 مواطنين بينهم 28 قتيلاً و176 جريحاً، فيما يبلغ عدد ضحايا محافظة ديالى 57 قتيلاً و86 جريحاً، تليها محافظة صلاح الدين بعدد ضحايا بلغ 87 قتيلاً و64 جريحا، وبعدها نينوى بعدد ضحايا بلغ 75 قتيلاً و8 جرحى، فيما كان عدد ضحايا محافظة كركوك 16 قتيلاً و6 جرحى.
وفي ما يخص القتلى من المدنيين والعسكريين في البلاد خلال الشهر المنصرم، أوضح البيان أن" عدد القتلى المدنيين بلغ 537 شخصاً والجرحى 925، بينما بلغ عدد القتلى العسكريين 42 قتيلاً من منتسبي قوات الشرطة في الأنبار".
وأضاف البيان أنّ "180 عنصراً من عناصر قوات الأمن العراقية قتلوا، بينهم قوات البشمركة الكردية والمليشيات المسلحة، وقوات المهام الخاصة التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي فيما أصيب 291 آخرون بجروح".
اقرأ أيضا: 24 عسكرياً روسياً استقروا بمطار المثنى وسط بغداد
وفي تعليقه على هذه الحصيلة، قال رئيس البعثة، بان كوبيش، في تصريح صحافي إنّ "الأمم المتحدة تشعر بالقلق بسبب ارتفاع معدلات الإصابة واستمرار العنف في البلاد، ولا ينبغي أن تتسبب موجة العنف والهجرة في إعاقة المعالجات المطلوبة بالشكل الصحيح، كالإصلاحات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتي من شأنها إعادة الأمل للشعب العراقي وتعزيز استقرار البلاد".
واعترفت البعثة أنها تواجه صعوبات وعراقيل خلال التحقيق في أعداد الضحايا في مناطق الصراع، وأنَّ الأرقام الواردة في البيان تمثل الحد الأدنى المطلق لأعداد الضحايا.
واعتبر مراقبون أنَّ هذه الأرقام لا تمثل العدد الحقيقي لضحايا العنف، وأن الأرقام أكبر بكثير مما أعلنته الأمم المتحدة.
وقال الخبير بالشأن العراقي، فاضل عبد المجيد لـ"العربي الجديد" إن "الأرقام التي تصدرها بعثة الأمم المتحدة في العراق تعتمد على مصادر حكومية في الغالب، وهذه المصادر غير محايدة، خاصة في ما يتعلق بقتلى المدنيين جراء الغارات الجوية أو السيارات المفخخة، التي تفشل القوات الأمنية في صدها وجرائم المليشيات الطائفية".
وأضاف عبد المجيد أن "القصف المتواصل على المدن يحصد بشكل أسبوعي عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في الفلوجة والرمادي والقائم والرطبة والموصل وصلاح الدين، ولو أردنا إحصاءات دقيقة لتبين لنا مقتل مئات المدنيين كل شهر، لكن المشكلة أنَّ الحكومة تمارس التعتيم على هذه الأرقام حتى لا تفتضح جرائمها ضد المدنيين، كما أن بعثة الأمم المتحدة غير قادرة على الوصول لمناطق سيطرة داعش".
وأعرب عبد المجيد عن اعتقاده أن حصيلة العنف والإرهاب والأخطاء العسكرية وجرائم المليشيات للشهر المنصرم تتجاوز الخمسة آلاف ضحية بين قتيل وجريح.
واعتبر ناشطون أنَّ الأمم المتحدة بإمكانها التعاون مع منظمات محايدة، والتدقيق بشكل أكبر بهذه الأرقام والإفصاح عن الأرقام الحقيقية، التي تزيد عما يعلن عنه بأضعاف مضاعفة.
وقال الناشط والحقوقي، بهاء سليم، إنَّ "الأمم المتحدة كأنها لا تريد فضح جرائم الحكومة العراقية ضد المدنيين في مختلف المحافظات الساخنة، فنجدها تعلن عن أرقام لا ترقى إلى ربع الأرقام الحقيقية، بسبب اعتمادها في الأغلب على مصادر حكومية تقوم بتزييف تلك الأرقام، وتقلل منها إلى أقل من الربع وتزود البعثة بها".
وكانت بعثة الأمم المتحدة أعلنت مقتل وإصابة ما يقرب من 3000 آلاف عراقي خلال شهر أغسطس/ آب الماضي.
اقرأ أيضا: "داعش" وإستراتيجية المستقبل