تمول وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، منذ سنوات، مشروعاً "تعليمياً"، حول أهمية إعادة بناء الهيكل وضرورة الابتهال لإعادة بنائه، حتى يتسنى تقديم القرابين فيه، ما يكشف مجدداً أكاذيب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وأمنيات إعادة بناء "الهيكل الثالث" باعتباره منتهى الأماني لليهود.
ويتعلق المشروع، الذي نشرت تفاصيله، صحيفة "هآرتس"، أمس الخميس، في تقرير موسع، بتدريس أفكار حول إعادة بناء الهيكل، عبر توزيع كراس يوميات للتلميذ، في مدار التيار الديني الصهيوني (الذي يمثله حزب البيت اليهودي)، ضمن ما يسمى بمشاريع الالتزام الاجتماعي و"شهادتي الاجتماعية".
وقد حصلت "مدرسة معرفة الهيكل" التي تعد مواد هذا البرنامج وكراسات يوميات الأطفال، في عام 2014 وحده، على مبلغ 330 ألف شيقل.
وبلغ مجمل التمويل الحكومي لهذه المدرسة في السنوات الخمس الأخيرة 1.4 مليون شيقل، فيما دعمت وزارة الثقافة جمعيات أخرى، تنشط في نفس المجال بـ 814 ألف شيقل.
ويخصص جهاز التعليم الديني الصهيوني، فصلاً خاصاً تحت عنوان "حب البلاد والهيكل"، وهو برنامج تم إطلاقه في الوزارة منذ سبع سنوات.
ويتوجه الفصل، بشكل أساسي لتلاميذ الصفوف الابتدائية، لترسيخ فكر الهيكل وواجب إعادة بنائه في نفوس التلاميذ، من الصف الأول وحتى الصف الثالث.
ووفقا لكراسة التوجيه المذكورة يجري "وصف إعادة بناء الهيكل باعتباره قمة التطلعات والأماني لليهود والإنسانية جمعاء".
ولا يغفل البرنامج التعليمي الموجه للأطفال زرع "بذور التضحية المستقبلية المتوقعة والمرافقة لهذا الحلم من خلال الاعتماد على ما ورد في العهد القديم من مقولات تؤكد أن "إنقاذ أرض إسرائيل لا يتم إلا بالعذاب والآلام".
كما يوجه كتاب الإرشاد المخصص للمعلمين، أنظار هؤلاء إلى كتابات حاخامين يهود بشأن الحلم ببناء الهيكل على "جبل الهيكل"، أي مكان المسجد الأقصى المبارك.
ويحصل التلاميذ في نهاية العام، على رسم للهيكل الجديد، مع طرح سؤال عليهم ما الذي يمكن أن يفعلوه أو يقدموه لتعجيل بناء الهيكل.
ولا يشير الكراس أو الرسم إلى حقيقة وجود المسجد الأقصى بأي شكل من الأشكال.
وقد أرفق لبرنامج التعليم عدة مقاطع فيديو تتحدث عن بناء الهيكل، بينها مقطع حول "زبولون الباحث في شؤون الهيكل" وتظهر فيه لوحة تبين الهيكل الجديد كرسم توضيحي.
ونقلت "هآرتس" عن الباحث الإسرائيلي في معهد شالوم هرطمان، أريئيل بيكار قوله: "يكفي أن يقرر تلميذ واحد فقط تفجير المساجد لتعجيل بناء الهيكل، وأن خطة التنظيم السري الإرهابي اليهود (من سنوات الثمانينيات) لتفجير المسجد الأقصى لا تزال ماثلة في الذاكرة الجماعية لتيار الصهيونية الدينية".
وأضاف: "عندما يتحدثون للتلاميذ عن فتاوى وشعائر البحث عن البقرة الحمراء المطلوبة لبناء الهيكل فإنهم يبثون في عقولهم اقتراب موعد الخلاص".
ورصدت الصحيفة، تقريراً أعدته، جمعية يسارية تدعى "عير عميم" أي "مدينة الشعوب"، حول مختلف الجمعيات الإسرائيلية الناشطة في مجال بناء الهيكل وارتباط هذه الجمعيات بالحكومة الإسرائيلية.
وبحسب الجمعية، فإن "أحداث الأشهر الأخيرة تبين مدى خطورة هذه الجمعيات".
ويكثر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينت (البيت اليهودي الذي يمثل تيار الحركة الصهيونية الدينية) من الحديث عن التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني، بينما يقومان بتحويل الميزانيات لهذه الجمعيات ويمكنانها من الترويج لحلمها المسيحاني في صفوف التلاميذ الإسرائيليين"، وفق الجمعية ذاتها.
اقرأ أيضاً: رائد صلاح: سنواصل مواجهة خطط تقسيم الأقصى