معارضون سوريون يدعون لموقف عربي موحد تجاه الغارات الروسية

03 أكتوبر 2015
دعا المالح إلى تحرك عربي على كافة الأصعدة (Getty)
+ الخط -

 

 

طالب معارضون سوريون، الدول العربية بسرعة التدخل لوقف الغارات الروسية على المدن السورية، معتبرين أن هذه الغارات "تشكل انتهاكاً واضحاً لأراضي سورية وإرادة شعبها، وتعكس إصرار موسكو على دعم وإنقاذ نظام آيل إلى السقوط".

وقال رئيس "المنتدى السوري لحقوق الإنسان"، عمار القربي، إن "دعم الكريملن للنظام السورى ليس وليد اليوم، ولكن منذ أكثر من أربعين عاماً"، مشيراً إلى أن "روسيا تعتبر دمشق بوابتها إلى منطقة الشرق الأوسط".

ولفت إلى أن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حاول التودد إلى المملكة العربية السعودية بهدف إقامة حلف سعودي خليجي روسي، لكنه فشل بسبب موقف المملكة الداعم للشعب السوري".

واعتبر القربى أن "عدم جاهزية المجتمع الدولي لفرض الحل السياسي أعطى النظام مزيداً من الوقت لممارسة القتل"، واصفاً الادعاء الروسي بأن داعش سيحل محل النظام بـ"الكاذب وغير الواقعي، فضلاً عن كونه موافقة ضمنية على استمرار النظام".

وشدد على أن "التدخل الروسي ليس لصالح الشعب السوري، قد يكون بداية، أيضاً، لتقسيم البلاد إلى كتل صغيرة كما حدث فى العراق".

وأضاف أن "دولة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت عن نيتها التدخل العسكري في سورية، للحفاظ على مصالحها وأمنها على غرار العملية العسكرية الروسية"، معتبراً أن "وجود قوات روسية في سورية مؤشر واضح على انهيار قوات النظام بشكل شبه كامل. الجانب الروسي يريد إطالة عمر الأسد ويراهن على بقاء الدكتاتور وليس الشعب".

وطالب بضرورة "وجود حركة عربية ودولية فاعلة، لمواجهة العمليات الروسية المنفردة التى تثير الشكوك في حقيقة نوايا موسكو، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية".

اقرأ أيضاً:11 قتيلاً بقصف روسي على ريف إدلب

أهداف سياسية للتدخل الروسي

بدوره، اعتبر نائب قائد تجمع الضباط الأحرار في الجيش السوري الحر، العميد حسام العواك، أن "العمليات العسكرية المنفردة من جانب روسيا تثير علامات استفهام وشكوكاً، خاصة وأنها تستهدف تدمير قواعد المعارضة في عدد من المدن السورية، في ظل موقف روسي سابق داعم لنظام الأسد".

وبحسب العواك، فإن "التدخل الروسي له أهداف سياسية أكثر منها عسكرية، من بينها الحفاظ على استمرار النظام فى الحكم، بعدما بدأ يتهاوى، خلال الأيام الماضية".

وأشار إلى أن هذه التدخل "سيقلب الموازين داخل منطقة الشرق الأوسط، وسيزيد من تفاقم الوضع المعقد داخل البلاد، فضلاً عن زيادة حدة الحرب الأهلية داخل الأراضي السورية".

وشدد العواك على أن "الشعب السوري يعول كثيراً على دور الدول العربية دفاعاً عن الدم السوري، لمواجهة كل تلك التحديات والمصاعب والإحباطات والنتائج الجارية، الآن، في سورية".

اقرأ أيضاً:التدخل الروسي يرفع أعداد الضحايا في سورية

موسكو الخاسر الأكبر

وفي السياق ذاته، أبدى عضو وفد الائتلاف السوري المعارض، هيثم المالح، اعتقاده أن "موسكو ستكون الخاسر الأكبر إذا تورطت أكثر في القتال المباشر في جبهات القتال داخل سورية".

وأشار إلى "حلف جديد قديم يتكون فى الشرق الأوسط، كرد فعل للتوترات والنزاعات الإقليمية التى تواجه المنطقة، هذا الحلف هو حلف رباعي يتكون من روسيا وإيران والعراق والنظام السوري".

ويتخذ هذا الحلف، وفق المالح، "بغداد مركزاً له، ويتكون أعضاؤه من ضباط الاستخبارات العسكرية وخبراء إدارة المعارك".

واعتبر المالح أن "إيران وسورية من أسعد الأطراف لقيام هذا التنظيم والتنسيق، لأنه يعطي شرعية ومشروعية للنفوذ الإيراني فى سورية والعراق، ويدعم وجود نظام بشار الأسد الذى كان على حافة الانهيار".

وأكد أن "بوتين شديد الحساسية للتطرف الديني الإسلامي، ولديه ذاكرة تاريخية مؤلمة منذ خسائر حرب السوفييت فى أفغانستان، ويعتبر الروس أن تأسيس موسكو قاعدتين فى سورية وإرسال طائرات مقاتلة وخبراء قتال، هو نوع من تحصين الأمن القومى الروسي ضد مخاطر القوى التكفيرية الإرهابية".

ودعا المالح إلى "ضرورة وجود تحرك عربي على كافة الأصعدة سواء عبر الأمم المتحدة أو بالتنسيق مع القوى الدولية الفاعلة لوقف هذه الانتهاكات التي اعتبروها تثير الشكوك في حقيقة نواياها، وأنها أبعد ما تكون عن استهداف تنظيم داعش الارهابي".

اقرأ أيضاً:ثلاثة أيام على حرب روسيا سورياً:خشية مبكرة من "المستنقع"