كشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن عصابات "الهاغاناه"، التي شكلت لاحقاً الجيش الإسرائيلي، سعت في العام 1948 إلى اغتيال مفتي القدس الحاج أمين الحسيني.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، فإن "أحد مجندي الهاغاناه، ويدعى يعقوف شفرير، تلقى من قائده موشيه زيلبير شميط، أوامر بالبدء بجمع معلومات عن بيت الحسيني في الشيخ جراح في القدس، تمهيدا لاغتيال المفتي الذي كان عاد في ذلك الوقت إلى فلسطين".
وطبقاً لرواية شفرير، الذي عمل آنذاك أيضاً مصوراً صحافياً فقد طُلب منه أن يجمع تفاصيل ومعلومات حول موقع البيت ومحيطه وسبل الوصول إليه وطبيعة الحماية حوله، ليتوجه بعدها (شفرير) إلى هناك برفقة زميلة يهودية كانت تخدم هي الأخرى الهاغاناه، وتدعى حنا زوطا".
ووضع شفرير خطة تقوم على استخدام صديقته غطاء لعملية جمع المعلومات، إذ يقوم بالتقاط صور لها أمام البيت ومن عدة جهات، بشكل يبدو فيه الاثنان أنهما عاشقان يتلهيان ويقومان بنزهة بريئة. ولكن مع اقترابهما من منزل المفتي أطلقت باتجاههما نيران أسفرت عن إصابة شريكته في العملية ومصرعها لاحقا، كما أصيب هو الآخر بجراح في ساقه.
ويلفت شفرير، الذي تحول بحسب "هآرتس" من صهيوني متعصب إلى يساري يعتبر الصهيونية حركة كولونيالية، إلى أن "الحكومة الإسرائيلية لم تذكر في التفاصيل المكتوبة على النصب التذكاري، حيث يظهر اسم حنا زوطا ظروف العملية التي قتلت فيها".
كذلك، لم تذكر أي إشارة لمحاولة اغتيال المفتي الحسيني، إذ كتب "حنا وصديق لها تطوعا لتصوير موقع للعدو، لكن رصاصة قناص أصابتها، أدت إلى مقتلها".
اقرأ أيضاً:المرزوقي لنتنياهو: الحقد يجعل المرء غبياً أيضاً
وتنقل الصحيفة عن شفرير، قوله إن "الصهيونية كانت حركة كولونيالية فنحن لم نأت إلى أرض خالية، ولو كنت أعرف الحقيقة يومها ( فهو من أصل روماني) لما هاجرت إلى هنا. الفلسطينيون وحدهم هم القادرون على إنقاذ المشروع الصهيوني من خلال تحالف معهم، بحيث نصحح الغبن الذي ارتكبناه ونعيد البلاد للفلسطينيين، لن يساعد أي حل آخر".
وفي السياق ذاته، تشير "هآرتس" إلى أن "الصهيونية وضعت مخططات أخرى لاغتيال الحسيني"، مشيرة إلى ما كشفه الصحافي الإسرائيلي يزهار بار، قبل خمس سنوات عن إحدى هذه المحاولات في أوج حرب فلسطين.
فقد جند أحد قادة جهاز الاستخبارات للوكالة اليهودية، ولاحقا رئيس قسم في الموساد الإسرائيلي، دافيد كرون، خمسة من عناصر عصابة الإيتسيل (التي ارتكبت مجزرة دير ياسين) من سكان مدينة القدس وأرسلهم إلى قطاع غزة متخفين بزي العرب لاغتيال المفتي، في المسجد أثناء صلاة الجمعة في الجامع الكبير في مدينة غزة.
ونقلت الصحيفة عن أحد المشاركين في تلك العملية، ويدعى دافيد يعقوفي، قوله : جرى إرسالي مع رفاقي إلى مدينة عسقلان، ومنحونا ملابس كالتي يلبسها العرب وقاموا بشراء الحمير كي يتسللوا إلى غزة ضمن أفواج اللاجئين الفلسطينيين من عسقلان تحديدا إلى القطاع".
وأضاف: "أعطونا عدة مئات من الرصاص وفهمنا ان المقصود هو عملية انتحارية".
وتقر الصحيفة أن هذه الخطة لم تخرج إلى حيز التنفيذ.
اقرأ أيضاً: الخارجية الفلسطينية: خطاب نتنياهو تحريضي ومليء بالكذب