شهدت مدينة الحمامات شمال العاصمة التونسية، اليوم الأحد، أعمال عنف رافقت انطلاق أشغال المكتب التنفيذي لحزب "نداء تونس" الذي أعلن عنه بشكل مستعجل قبل يوم، واشتبكت مجموعات من الفريقين المتصارعين (الأمين العام محسن مرزوق ونائب الرئيس حافظ قائد السبسي) عند مدخل الفندق الذي يحتضن الاجتماع وتبادلت العنف ما أدى إلى تهشيم واجهته البلورية، وإلغاء الاجتماع.
وقال نواب من الحزب لـ"العربي الجديد" إن بعض المجموعات المساندة لمرزوق رفضت دخول مجموعات موالية للسبسي ما أدى إلى مواجهة بالعصي وتشابك بالأيادي، واتصل أحد نواب الحزب بوزير الداخلية لحماية الذين تمكنوا من دخول الفندق، في جو مشحون جداً يعكس ما وصلت إليه حالة هذا الحزب الأغلبي الذي عجزت معه كل محاولات الإصلاح.
وإثر هذه الأحداث أصدر المكتب التنفيذي للحزب (أو بعض أعضائه المؤيدين لمرزوق) بياناً ندّد بأعمال العنف التي شهدها مقر انعقاد الاجتماع، محملاً مسؤولية ما وقع من عنف واعتداء على الممتلكات والأشخاص لحافظ قائد السبسي، نائب رئيس الحزب، ورضا بلحاج عضو المكتب السياسي ومدير ديوان رئيس الجمهورية والموالين لهم.
ووصف البيان ما حدث "بالهجوم والاعتداء الفاشي من طرف مليشيات غريبة عن الحزب، هدفه الوحيد منع انعقاد الاجتماع بإيعاز من بعض قياديي الحزب الذين قرروا السطو على هياكله والانقلاب عليه. وأمام هذا الوضع، فإن الأعضاء الموقعين أ سفله، والذين أمكن لهم الدخول إلى مقر الاجتماع يعلنون للرأي العام الوطني والحزبي تنديدهم بكل شدة بهذه التصرفات الفاشية التي تذكرنا بما حصل في جزيرة جربة في سنة 2013 من اعتداء على اجتماع حزب نداء تونس من طرف لجان حماية الثورة".
وعبر الموقعون على البيان عن مساندتهم الهياكل الشرعية للحزب المتمثلة في رئيسه (محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب) الممثل الوحيد والشرعي له والضامن لوحدته، بحسب البيان.
وتشكل هذه الأحداث تطورات خطيرة في حالة الصراع الكبيرة التي يشهدها الحزب في الفترة الأخيرة، ما يهدد بحسب متابعين بتأزيم الوضع السياسي في تونس، وخصوصاً على مستوى العمل البرلماني والحكومي.
ويتهم موالون لمرزوق مدير الديوان الرئاسي رضا بلحاج بالدخول بكل ثقله في الفترة الأخيرة لمناصرة شق حافظ قائد السبسي، في حين يبادلهم هؤلاء بتهم محاولة السيطرة على الحزب من طرف الشق اليساري، وبالتالي إجهاض حالة الوفاق في تونس لمصلحة المعارضة اليسارية.
ويُفترض أن ينعقد المؤتمر الأول للحزب نهاية هذا العام في جو من الصراع الطاحن للسيطرة على هياكل الحزب المهدد بالانفجار.
اقرأ أيضاً: حسابات سياسية تُكبّل البرلمان التونسي