حذر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، من المخاطر التي تواجهها بلاده نتيجة للتدخل الروسي في الحرب الدائرة في سورية، مذكرا إياه بما تعرّض له الاتحاد السوفييتي نتيجة التدخل العسكري في أفغانستان.
وقال أوباما في ختام مشاركته بمؤتمر المناخ العالمي، الذي انتهت أعماله اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، إن على الرئيس بوتين أن يفهم أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، مشيرا إلى أن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة يمثل مشكلة حقيقية للتوصل إلى حل سلمي للقضية السورية، مشددا على أنه من الصعب على من قتل مئات الآلاف من شعبه أن يكون مقبولا من كافة فئات شعبه أو أن يكون قادرا على إعادة توحيده.
ولفت أوباما إلى أن روسيا منذ تدخلها في سورية قبل أسابيع خسرت طائرتين، إحداهما مدنية وأخرى عسكرية، وأنه ليس من صالح بوتين الإصرار على التدخل في الصراع السوري الداخلي.
وكان أوباما قد أعلن في وقت سابق، وقوفه إلى جانب تركيا باعتبارها عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقال إن من حق تركيا الدفاع عن أجوائها وأراضيها.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في نهاية زيارته إلى باريس، قال أوباما إن على تركيا أن تحكم سيطرتها على حدودها الجنوبية مع سورية، وإغلاق ثغرة يبلغ قطرها حوالي 98 كيلومترا، من أجل قطع خطوط الإمداد والتمويل على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب عبر تركيا إلى سورية.
وفي المقابل، طالب أوباما دول الاتحاد الأوروبي بمساعدة تركيا على مواجهة العبء الإنساني الكبير الذي تعانيه نتيجة تدفق اللاجئين السوريين إلى مدنها، وهو ما شكل ثقلا على الخدمات السكنية والوظائف على الحكومة والشعب التركي. ورغم أن أوباما تفادى الربط بين مشكلة اللاجئين ومطالبته بغلق الحدود، إلا أن العلاقة بين الموضوعين اتضحت ضمنيا من خلال الإعراب عن القلق الأميركي تجاه المسألتين في وقت واحد.
وحاول أوباما التقليل من شأن المخاوف من تغيير السياسة الأميركية بعد رحيله عن البيت الأبيض والصعود المحتمل لأحد صقور الجمهوريين، قائلا إنه يثق في الشعب الأميركي بأنه قادر على فرض السياسة الصحيحة على كل من يصل إلى الرئاسة بغض النظر عن خلفيته الحزبية، فضلا عن أن العوامل التي تدفع أي مرشح للرئاسة إلى تبني آراء معينة والإعلان عنها تختلف عن تلك العوامل التي سيفرضها الأمر الواقع عليه.
اقرأ أيضا: واشنطن: لدينا أدلة على خرق الطائرة الروسية الأجواء التركية