باشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملة لإقناع القيادات الأوروبية الشابة، و"المؤثرة"، بتبديل تصوّراتها المسبقة عنها، في محاولة لتحسين مكانتها الدولية ومواجهة ما تعتبره "محاولات نزع الشرعية" عنها. وقد أطلقت إسرائيل على الحملة التي تنظمها وزارة الخارجية اسم "مشروع الطائرة"، الذي يقوم على تنظيم رحلات لقيادات أوروبية شابة إلى إسرائيل على حساب الوزارة، لـ"منحها الفرصة للتعرّف على إسرائيل عن قرب، عبر عقد لقاءات مع كبار المسؤولين وقيادات دينية وشخصيات إعلامية، إلى جانب تنظيم زيارات لهم لمواقع أثرية وتاريخية تدعم الرواية الصهيونية"، وفقاً لأدبيات الخارجية.
وضمن هذا المشروع، استقبلت إسرائيل منتصف الأسبوع الماضي 180 صحافياً وكاتباً ومعلقاً ألمانياً، ممن يُصنّفون كذوي تأثير على الرأي العام الألماني. وقد استمع الإعلاميون الألمان صباح الأربعاء الماضي، لمحاضرة ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إحدى القاعات في وزارة الخارجية، وقدّم لهم "نبذة تاريخية عن علاقة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل".
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر الخميس الماضي، عن مصدر في الخارجية قوله إن "ديوان نتنياهو والوزارة توصّلا لقناعة، مفادها أن الطريقة المثلى لتسويق إسرائيل في أوروبا، تتمثل في جلب الشخصيات الشبابية المؤثرة على الرأي العام الأوروبي".
وأشار المصدر إلى أنه "تمّ اختيار ألمانيا لأنها دولة صديقة تحديداً، ويُبدي الرأي العام فيها تفهماً للمواقف والسياسات الإسرائيلية بشكل عام". وأقرّ بأن "الصحافيين الألمان الذين وافقوا على القدوم إلى إسرائيل، ليسوا الأكثر تأثيراً على الرأي العام الألماني"، مستدركاً بأن "هذا لا يُقلّص من تأثير ومردود الانطباعات التي سيكتبون عنها بعد عودتهم إلى ألمانيا".
اقرأ أيضاً: نابلس تتبرع لإعمار منازل أسرى فلسطينيين هدمها الاحتلال
لكنه تبيّن أن هناك سبباً آخر دفع إسرائيل لاختيار ألمانيا لتكون الدولة الأوروبية الأولى، التي يتم جلب نُخَبهَا الإعلامية الشابة لإسرائيل، وتبيّن أن هذا الاختيار يعود إلى إحساس متعاظم لدى سلطات الاحتلال، بأن الشباب الألمان باتوا يضيقون بنمط العلاقات الخاصة بين برلين وتل أبيب.
ونقلت "يسرائيل هيوم" عن السفير الإسرائيلي في ألمانيا يعكوف هداس هندلسمان، قوله إن "السفارة والقنصليات الإسرائيلية في ألمانيا تواجه مشكلة في تسويق إسرائيل لدى الشباب الألماني"، مشدداً على أن "الانطباعات التي تولّدت لدى أغلبية هؤلاء عن إسرائيل سلبية".
ولفت إلى أن "السفارة تُخطّط للحفاظ على تواصل مع الإعلاميين الألمان بعد عودتهم من إسرائيل". وأضاف: "نحاول غرس بذور تحسّن في المستقبل من نوعية الصداقة مع ألمانيا، فنحن نأمل أن يواصل الجيل الشاب بعد تولّيه مقاليد الأمور في ألمانيا نفس الالتزام تجاه إسرائيل".
من ناحيته، قال الكاتب الإسرائيلي عادي روبنشتاين، إن "إسرائيل تُركّز على تسويق ذاتها لدى الشباب الألماني، لأن هناك مؤشرات على مظاهر تململ لديهم إزاء تحميل إسرائيل لألمانيا أعباء الإرث التاريخي لموقف ألمانيا النازية من اليهود".
وفي مقال نشرته "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر الجمعة، أوضح روبنشتاين أن "الشباب الألماني بات يرى أنه غير مُطالب بأن يدفع ثمن الجرائم ضد الإنسانية، التي نُفّذت ضد اليهود ولم يرتكبها هو". وأشار إلى أن "إسرائيل حرصت على إبعاد الشباب الألماني الزائر عن المظاهر التي توثق نتائج احتلالها للأراضي الفلسطينية، إلى جانب حرص المسؤولين الإسرائيليين الذين حاضروا أمامهم على تذكيرهم بعقدة الذنب إزاء الماضي اليهودي في أوروبا وفي ألمانيا تحديداً".
وتأتي هذه الخطوة في ظلّ الكشف عن نتائج دراسة دللت على تراجع تأييد الأميركيين لإسرائيل. وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، أنه "استناداً للدراسة التي أجراها منتدى سابان في واشنطن، فإن 37 في المائة من الأميركيين، يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية". ووفقاً للدراسة فإن "66 في المائة من الأميركيين، يؤيدون عدم انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل أثناء سعيها لإحلال تسوية سياسية للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل". وأظهرت الدراسة أن "45 في المائة من الأميركيين يؤيدون امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على أي قرار في مجلس الأمن بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية". وطالب 27 في المائة منهم بتأييد القرار، بينما طالب 26 في المائة بالتصويت ضده.
وتزامن الإعلان عن نتائج الدراسة مع الكشف عن تزويد وزارة الخارجية في تل أبيب سفراء وممثلي إسرائيل في العالم بوثيقة تتضمن "براهين"، على شرعية المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية التي احتُلّت عام 1967. ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الخميس الماضي، عن نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيفي حوتبيلي، قولها إن "الوثيقة تضمّ مسوغات قانونية وتاريخية تؤكد أن القانون الدولي يتيح لإسرائيل حرية التصرف في الضفة الغربية".
وضمن هذا المشروع، استقبلت إسرائيل منتصف الأسبوع الماضي 180 صحافياً وكاتباً ومعلقاً ألمانياً، ممن يُصنّفون كذوي تأثير على الرأي العام الألماني. وقد استمع الإعلاميون الألمان صباح الأربعاء الماضي، لمحاضرة ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إحدى القاعات في وزارة الخارجية، وقدّم لهم "نبذة تاريخية عن علاقة الشعب اليهودي بأرض إسرائيل".
وأشار المصدر إلى أنه "تمّ اختيار ألمانيا لأنها دولة صديقة تحديداً، ويُبدي الرأي العام فيها تفهماً للمواقف والسياسات الإسرائيلية بشكل عام". وأقرّ بأن "الصحافيين الألمان الذين وافقوا على القدوم إلى إسرائيل، ليسوا الأكثر تأثيراً على الرأي العام الألماني"، مستدركاً بأن "هذا لا يُقلّص من تأثير ومردود الانطباعات التي سيكتبون عنها بعد عودتهم إلى ألمانيا".
اقرأ أيضاً: نابلس تتبرع لإعمار منازل أسرى فلسطينيين هدمها الاحتلال
لكنه تبيّن أن هناك سبباً آخر دفع إسرائيل لاختيار ألمانيا لتكون الدولة الأوروبية الأولى، التي يتم جلب نُخَبهَا الإعلامية الشابة لإسرائيل، وتبيّن أن هذا الاختيار يعود إلى إحساس متعاظم لدى سلطات الاحتلال، بأن الشباب الألمان باتوا يضيقون بنمط العلاقات الخاصة بين برلين وتل أبيب.
ونقلت "يسرائيل هيوم" عن السفير الإسرائيلي في ألمانيا يعكوف هداس هندلسمان، قوله إن "السفارة والقنصليات الإسرائيلية في ألمانيا تواجه مشكلة في تسويق إسرائيل لدى الشباب الألماني"، مشدداً على أن "الانطباعات التي تولّدت لدى أغلبية هؤلاء عن إسرائيل سلبية".
ولفت إلى أن "السفارة تُخطّط للحفاظ على تواصل مع الإعلاميين الألمان بعد عودتهم من إسرائيل". وأضاف: "نحاول غرس بذور تحسّن في المستقبل من نوعية الصداقة مع ألمانيا، فنحن نأمل أن يواصل الجيل الشاب بعد تولّيه مقاليد الأمور في ألمانيا نفس الالتزام تجاه إسرائيل".
من ناحيته، قال الكاتب الإسرائيلي عادي روبنشتاين، إن "إسرائيل تُركّز على تسويق ذاتها لدى الشباب الألماني، لأن هناك مؤشرات على مظاهر تململ لديهم إزاء تحميل إسرائيل لألمانيا أعباء الإرث التاريخي لموقف ألمانيا النازية من اليهود".
وفي مقال نشرته "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر الجمعة، أوضح روبنشتاين أن "الشباب الألماني بات يرى أنه غير مُطالب بأن يدفع ثمن الجرائم ضد الإنسانية، التي نُفّذت ضد اليهود ولم يرتكبها هو". وأشار إلى أن "إسرائيل حرصت على إبعاد الشباب الألماني الزائر عن المظاهر التي توثق نتائج احتلالها للأراضي الفلسطينية، إلى جانب حرص المسؤولين الإسرائيليين الذين حاضروا أمامهم على تذكيرهم بعقدة الذنب إزاء الماضي اليهودي في أوروبا وفي ألمانيا تحديداً".
وتزامن الإعلان عن نتائج الدراسة مع الكشف عن تزويد وزارة الخارجية في تل أبيب سفراء وممثلي إسرائيل في العالم بوثيقة تتضمن "براهين"، على شرعية المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية التي احتُلّت عام 1967. ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر الخميس الماضي، عن نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيفي حوتبيلي، قولها إن "الوثيقة تضمّ مسوغات قانونية وتاريخية تؤكد أن القانون الدولي يتيح لإسرائيل حرية التصرف في الضفة الغربية".
اقرأ أيضاً: خطط إسرائيلية لاستنساخ مستوطنات الضفة في الجولان لتأبيد احتلالها