تفاجأ سكان بغداد، اليوم الأحد، بملصقات لمليشيات الحشد الشعبي ضمت تعليمات موجهة للعراقيين المسيحيين تدعوهم لارتداء الحجاب، وذلك بمناطق الكرادة وكرادة مريم والكاظمية والسيدية وزيونة والغدير.
وقام معممون وفقاً لناشطين وشهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد" بلصق منشورات في الأحياء ذات الغالبية المسيحية ببغداد بينها صور علقت على الكنائس والأديرة ببغداد تحمل صورة السيدة مريم العذراء (عليها السلام) وكتب عليها "إنَّ مريم العذراء محجبة لأنها سنن الأنبياء ولأنها تصدر من مكان واحد ومن رب واحد هو ( الله سبحانه وتعالى) ولكن الشيطان لا يرضيه هذا فعليكِ الاقتداء بالسيدة مريم العذراء فلماذا لا تلبسين الحجاب".
واعتبر مسيحيون أنَّ هذه الملصقات تدخل في شؤونهم ومعتقداتهم وعاداتهم الخاصة واعتداء على الحرية الشخصية ودليل على عدم وجود دولة أو قانون يحمي الأقليات ومن لا مليشيا لهم.
وقال مواطن عراقي يدعى حنا صليوه، 47 عاماً، "عندما ترى مثل هذا الملصقات توضع عند باب بيتكم وعند دار عبادتك من قبل المليشيات فهذا يعني التزم بكلامي وإلا فلن يكون لك مكان بيننا".
ويضيف صليوه لـ"العربي الجديد": "ارتداء أنواع الملابس أمر شخصي برأيي لا صلة له بالمعتقدات الدينية ووجود مثل تلك الملصقات كارثة، خاصة إذا ما شاهدتها في دوائر الدولة الرسمية ومنها دائرة أحوال الكاظمية"، مستدركاً بالقول "يبدوا أنهم لا يريدوننا أيضاً والحكومة ضعيفة والبلد صارت تحكمه مليشيات".
فيما قالت ماريا الكلداني "كنت في مراجعة لإحدى الدوائر الرسمية في العاصمة بغداد ففوجئت بملصق كبير وضع في مدخل الدائرة يحمل صورة السيد المسيح وكتب تحته تحجبوا يا أبنائي وأخرى كتبت عليها عبارة يفهم منها أن هذه التعليمات يجب أن تنفذ طواعية أو كرهاً".
وبينت الكلداني لـ"العربي الجديد": "نشعر بالقلق كمسيحيين وبالتضييق على حرياتنا ومعتقداتنا، ولا نسمع للحكومة صوتاً بشأن هذه التدخلات السافرة في شؤوننا الخاصة، فضلاً عن التهديدات التي نتلقاها بين آونة وأخرى من قبل المليشيات المسلحة التي استولت على ممتلكات أغلب المسيحيين في العاصمة بغداد".
ولا يتوقف الأمر عند الملصقات التي تنشرها المليشيات المسلحة في الدوائر الرسمية بل تعدى الأمر لتهديد المسيحيين في العاصمة والاستيلاء على منازلهم.
واتهمت كتلة الرافدين المسيحية في البرلمان العراقي في يوليو/ تموز الماضي ما سمتها "مليشيات خارجة عن القانون" وأحزاباً دينية حاكمة بالاستيلاء على منازل المسيحيين في بغداد عبر خطفهم وتهديدهم.
وتعرض المسيحيون العراقيون وهم أصحاب ثاني أكبر ديانة في البلاد منذ 2003 حتى اليوم إلى هجمات وتفجيرات استهدفت كنائسهم وعمليات خطف وتهديد منظمة من قبل تنظيم "داعش" ومن قبله القاعدة والمليشيات الموالية لطهران، أسفرت عن هجرة أغلب الأسر المسيحية وانتهت باستيلاء أحزاب دينية ومليشيات مسلحة على منازلهم وممتلكاتهم.