وينتقد مسؤولون وقادة عشائريون، المواقف الحكوميّة المتزمّته تجاه ذلك، معتبرين أنّها "تقف حائلاً أمام تحرير المحافظة على يد أبنائها، وتحاول تمرير أجندات مليشيا الحشد الشعبي".
وفي هذا السياق، يقول السياسي المستقل عن محافظة الأنبار غانم العيفان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعركة في محافظة الأنبار وتحريرها هي سياسيّة قبل أن تكون عسكرية"، موضحاً أنّ "واشنطن لا تريد أن تحقق نصراً في معركة في وقت لم تضمن فيه ولاء الحكومة المركزيّة، التي انضمّت إلى تحالف رباعي قد يكون ندّاً للدور الأميركي في العراق".
وأضاف أنّ "واشنطن بدأت بمساعٍ لإعطاء عشائر الأنبار دوراً أكبر في المعركة، من خلال جهودها لتأسيس قيادة عشائريّة موحّدة في المحافظة، تلقى على عاتقها مسؤوليات كبيرة في معركة التحرير من ثم مسك الأرض وحمايتها".
وأوضح أنّ "القيادة العشائريّة ستعتمد على قيادات أكثر تكاتفاً من قادة العشائر الموجودين، وتستطيع أن تعمل على إنضاج المشروع الوحدوي العشائري في المحافظة"، مشيراً إلى أنّ "العقبة الوحيدة التي تصطدم بها الجهود الأميركيّة هي الحكومة العراقيّة، التي تسعى (واشنطن) لتمرير المشروع من خلالها، الأمر الذي يعقد المشروع".
وأكّد أنّ "العمل السياسي بهذا الجانب مستمر وننتظر نتائجه"، مشيراً الى أنّ "عشائر المحافظة بحاجة إلى هذا المشروع الذي يوحّد صفوفها، ليكون لها الدور الكبير في حسم المعركة".
من جهته، أكّد مجلس عشائر محافظة الأنبار، أنّ "واشنطن تعلم علم اليقين، حجم الدور الكبير الذي تقوم به عشائر الأنبار، من خلال تجربتها معها في ملف الصحوات السابق".
وقال عضو المجلس، الشيخ محمود الجميلي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "مشروع تشكيل قيادة موحّدة لعشائر الأنبار هو مشروع بغاية الأهمية، وفي حال تم فسيكون له دور كبير بتحرير وحماية المحافظة، لكنّ الحكومة العراقيّة لن تسمح بذلك، وستبذل كل ما في وسعها لمعارضته وإفشاله".
وأضاف أنّ "الموقف الحكومي وموقف قادة التحالف الوطني الحاكم وقادة الحشد الشعبي، واضح للجميع تجاه أي مشروع يعزّز وحدة عشائر الأنبار وتسليحها، وأنّ هذا الموقف الرافض للمشروع لن يتغير مهما حدث"، داعياً الولايات المتّحدة إلى "تجاوز هذه العقبة من خلال تمرير قانون تسليح العشائر والبشمركة من دون الرجوع إلى الحكومة المركزيّة، الأمر الذي سينجح مساعيها في هذا المشروع".
يشار إلى أنّ معارك تحرير الأنبار، شهدت أخيراً فتوراً كبيراً، فسّره مراقبون على أنّه تباطؤ وقد يكون تراجعاً عن إتمام المعركة، فيما حمّل مسؤولون عن المحافظة الحكومة وقادة التحالف الوطني مسؤولية ذلك، بسبب التصريحات التي ينتقدون فيها دور واشنطن والتحالف الدولي، ما أثّر سلباً على سير المعارك.
اقرأ أيضاً: أهالي الأنبار يتطوعون لقتال "داعش": سبيل العودة للديار