لم يخرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن أسلوبه "الاعتيادي" في أي عملية تغيير سياسية، عبر تعيين أمنيين وعسكر موالين له في المراكز الحساسة، أكان على الصعيد الوطني أو المناطقي. وعمد هذه المرة مع وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر، إلى إجراء حركة تغييرات جزئية للمحافظين، قبل أيام من انعقاد مجلس النواب الجديد. وشملت التغييرات، تعيين محافظين جدد لأهم ثلاث محافظات بعد القاهرة، وهي الجيزة واﻹسكندرية والقليوبية، باﻹضافة لمحافظات السويس وبورسعيد والشرقية والغربية وكفر الشيخ وبني سويف وأسوان.
وكما جرت العادة في حركات المحافظين والتغييرات الوزارية في عهد السيسي، سيطر العنصر العسكري والشرطي بشكل واضح على الحركة الجديدة، واقتصرت العناصر المدنية على محافظتين فقط. وتمّ تعيين اللواء في الجيش أحمد حلمي الهياتمي، محافظاً للسويس، وكان مدير كلية الضباط اﻻحتياط، ومحافظ مطروح سابقاً في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. وتمّ تعيين اللواء في الشرطة كمال الدالي، محافظاً للجيزة، وهو كان مساعداً لوزير الداخلية للأمن العام، ومدير أمن الجيزة سابقاً. كما تم اختيار لواء الشرطة أحمد ضيف صقر، محافظاً للغربية، وهو مدير أمن اﻷقصر سابقاً.
وتمّ تعيين اللواء في الجيش عادل الغضبان، محافظاً لبورسعيد، وهو مستشار رئيس هيئة قناة السويس والحاكم العسكري لبورسعيد سابقاً خلال فترة مذبحة ملعب بورسعيد (1 فبراير/شباط 2012)، وكان من الشخصيات غير المحبوبة في المحافظة، كما طالب في ذلك الحين العديد من المراقبين اعتباره متهماً في المذبحة.
اقرأ أيضاً: أركان السيسي يبحثون تحصينه دستورياً...وخلافات أجنحة النظام إلى تفاقُم
وتمّ اختيار شريف محمد حبيب، رئيس شركة "المقاولون العرب" سابقاً، محافظاً لبني سويف، وهو من المعروفين بقربهم الشديد من دوائر السلطة والجيش، وصداقته لرئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، الذي يتولى حالياً منصب مساعد السيسي لشؤون المشروعات.
وتكشف مصادر حكومية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن "السيسي أمر بإجراء الحركة الجديدة قبل انعقاد البرلمان، بهدف تفرّغ مجلس الوزراء للتعامل مع النواب واعتراضاتهم المتوقعة على اﻷداء والخدمات خلال الأشهر اﻷولى من انعقاد البرلمان، وتخفيف الضغط على الوزراء المختصين". وتضيف المصادر، أن "دوائر السلطة تُبرهن باطراد على ثقتها العالية في العناصر العسكرية والشرطية دون المدنية، وذلك إيماناً من السيسي بإجادة ذوي الخلفيات العسكرية والشرطية، لتنفيذ أوامره وإنجازها كما يريد".
اقرأ أيضاً: القاع لم يمتلئ