حظوظ فرنجية برئاسة لبنان ترتفع: دعم أميركي إيراني سعودي

03 ديسمبر 2015
صعود مفاجئ لحظوظ سليمان فرنجية بالرئاسة (الأناضول)
+ الخط -
أعطى السفير السعودي في لبنان، علي العسيري، دعماً كبيراً لمبادرة انتخاب رئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، رئيساً للجمهوريّة، إذ قال العسيري بعد زيارته رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، وهو أحد المعترضين (من دون الإعلان الصريح) على انتخاب فرنجية، إن "الرئاسة هي خيار لبناني ــ لبناني والمملكة لن تتدخل في هذا القرار، بل تبارك هذه المبادرة الوطنية".

وأضاف العسيري أن "الشخص لبناني واللبنانيون هم من اختاروه، والسعودية لم تقدم مبادرة تسمية فرنجية"، لكنه دعا إلى "إجراء حوار مسيحي ــ مسيحي".

ويحسم كلام العسيري الموقف السعودي، إذ راهن معارضو انتخابه على موقف سعودي يُساندهم، خصوصاً أن فرنجية معروف بعلاقته الممتازة بالرئيس السوري، بشار الأسد. كما أن استقبال هولاند للحريري في هذه الظروف، يُعد موافقة فرنسية على هذه المبادرة، وهي تُضاف إلى المواقف الروسية والأميركيّة.

اقرأ أيضاً: إيطاليا تؤكد دعمها لوساطة البطريرك "الراعي" في لبنان

وسبق كلام العسيري إعلان الرئيس سعد الحريري، بعد زيارته الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أن هناك "حوارات قائمة والأجواء إيجابية، والأيام المقبلة ستظهر أن لبنان سيكون بألف خير"، وذلك رداً على سؤال عمّا إذا كان ترشيح رئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، لا يزال قائماً. وأضاف الحريري: "هناك أمل كبير اليوم في لبنان في إنجاز هذا الموضوع، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريباً".

وأبلغ مصدر لبناني قريب من الأميركيين، "العربي الجديد"، أن الموقف الأميركي المؤيد لفرنجية ينطلق من أن استطلاعات الرأي بين المسيحيين أعطته تأييداً دائماً بنسبة 20 في المائة.

اقرأ أيضاً: فرنجية من منزل جنبلاط: ترشيحي ليس رسمياً بعد

وفي ما يتعلّق بموقف حزب الله، فقد نُقل عن مسؤولين في الحزب موافقتهم على هذه التسوية، لا بل ترحيبهم بها، لكنهم لم يستطيعوا إقناع عون بها بعد، وهو ما يمنعهم من إعلان موقفٍ علني مؤيدٍ لها. كما نقل زوار السفارة الإيرانية في بيروت في الأيّام الماضية، لـ"العربي الجديد"، موافقة الإيرانيين على هذه الصفقة.

وفيما رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، (وهو من عرابي انتخاب فرنجية)، أن السفير السعودي مشكور على دعمه، أكّد في الوقت نفسه أن هذه المبادرة تنتظر إعلان الحريري الرسمي لها، وهو إعلان يجب أن يتم من بيروت، برأيه، لا من أي مكان آخر.

وأشار، في هذا السياق، إلى أن الاعتراض الثلاثي المسيحي (عون وجعجع والجميل)، لا يزال قائماً، والرهان على قدرة حزب الله على إقناع عون، وأن يحصل الحريري على موافقة جعجع.

وسبق لفرنجية وجنبلاط أن حذرا من الفوضى والمجهول في حال عدم انتخاب فرنجية، وذلك عقب لقاء جمعهما ليل الأربعاء ــ الخميس.

من جهته، حيا البطريرك الماروني، بشارة الراعي، مبادرة انتخاب فرنجية، "لأننا نطالب منذ زمن كل القوى السياسية بإطلاق المبادرات"، وأعلن عند وصوله إلى مطار بيروت من جولة خارجية، أنه سيتواصل مع جميع القوى من أجل الخروج من الفراغ الرئاسي.

وقد زار فرنجية مقر البطريركية المارونية للقاء الراعي، مساء اليوم، "لوضع نفسي في تصرف البطريرك في ضوء التطورات السريعة التي طرأت". ​وقال فرنجية "نحن مُعجّلون دون استعجال، وأريد إحاطة من كل اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين".

ولدى سؤاله عن تأثير علاقته مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على ترشيحه دعا فرنجية إلى "اعتبار هذه العلاقة نقطة قوة للبنان وليست نقطة ضعف"، مؤكداً على ضرورة "تقديم إجابات لهواجس الفريق الآخر".

ونقلت وسائل إعلام محلية قول الراعي خلال استقبال فرنجية "لقد أحدثت بهجة لكل اللبنانيين وحرّكت الاستحقاق الرئاسي".

اقرأ أيضاً: حين يرشح الحريري فرنجية لرئاسة لبنان

وأبلغت مصادر مسيحيّة، "العربي الجديد"، أن المشكلة في انتخاب فرنجية الأساسيّة حتى اليوم هي عدم إعلان برنامجه، "ومستشاره الأول، اللواء جميل السيّد، الذي له تاريخ طويل مع القوى المسيحية".

ولفت مصدر مسيحيّ مقرّب من عون، إلى أن "الجنرال ليس في وارد سحب ترشيحه، كما أن لا مؤشرات لتخلي حزب الله عن دعم عون". وأشار المصدر، الذي يُعدّ من "المخضرمين" في السياسة اللبنانيّة، إلى أن لا مؤشر لنُضج التسوية اللبنانيّة بعد، وخصوصاً أن التسوية في المنطقة غير ناضجة.

وتقاطعت مصادر مقرّبة من ميشال عون وحزب القوات، على التأكيد على أن مبادرة جنبلاط والحريري لانتخاب فرنجية تأتي بعد تخوّفهما من تحالف عون ــ جعجع، والذي سيؤدي إلى وجود موقف مسيحي موحّد يوقف عمليّة تهميش المسيحيين. في الوقت عينه، يُشير التوافق الإقليمي الكامل حول موضوع فرنجية، إلى وجود تسوية إقليميّة في هذا المجال، وخصوصاً أن أحد السفراء العرب رد على مقولة أحد معارضي انتخاب فرنجية بأنهم يُقدّمون البلد "لبشار الأسد في لحظة سقوطه"، بالقول إن هناك "ضمانات إقليمية لعدم حصول ذلك".

دلالات