أقدمت مليشيا "الحشد الشعبي" على اعتقال العشرات من أهالي محافظة ديالى، اليوم الأربعاء، على خلفيّة تعرّض أحد حواجزها لهجوم مسلّح في بلدة المقداديّة شمال شرقي المحافظة، الأمر الذي أثار سخطاً شعبيّاً كبيراً من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.
وقال عضو المجلس المحلّي في بلدة المقداديّة، عمر الكروي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أحد الحواجز الأمنيّة التابع للحشد في المقداديّة تعرّض لهجوم من مسلّحين مجهولين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصرها وإصابة خمسة آخرين"، مبينا أنّ "الحشد ردّ بحملة اعتقالات كبيرة طاولت العشرات من المدنيين الأبرياء في المدينة".
وأوضح أنّ "الحشد قام عقب الهجوم بإغلاق منافذ المقداديّة وفرض حظر على التجوال فيها، كما منع الدخول والخروج منها وإليها لأيّ سبب كان، واستعان بقوات إضافيّة من مركز بعقوبة فضلاً عن قوات أمنيّة أخرى، وشنّ حملة اعتقالات وتفتيش كبيرة طاولت أغلب منازل البلدة وبساتينها"، مبيناً أنّ "الحملة أسفرت عن اعتقال عشرات المدنيين الأبرياء وأغلبهم من الشباب".
كما أشار إلى أنّ "الحشد انتهك حرمات المنازل الآمنة، واعتدى بالضرب على عدد من المعتقلين، فضلاً عن السب والشتم واستخدام العبارات النابية والطائفية، الأمر الذي أثار سخط الأهالي".
من جهته، انتقد مجلس عشائر ديالى، "حملات الاعتقال غير المبرّرة التي تنفّذها مليشيا الحشد، وتستهدف المدنيين الأبرياء".
وقال عضو المجلس، الشيخ هذّال النداوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحشد ينفّذ عمليات انتقامية عقب كل اعتداء يتعرض له، وبدون اعتداء، ويعتقل العشرات من المدنيين ومنهم طلاب مدارس وجامعات، الأمر الذي يؤثّر على حياتهم ومستقبلهم"، مبيناً أنّ "تلك العمليات غير مبرّرة، ولا يمكن استمرار السكوت عنها، ويجب وضع حدٍّ لها".
وانتقد "غض الطرف من الحكومة المركزيّة والمحليّة عن تلك الانتهاكات المستمرة، التي تؤثّر سلباً على النسيج الاجتماعي لأهالي المحافظة"، داعياً الحكومة المركزيّة إلى "التدخّل العاجل وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء، وتنظيم عمل الحشد بقانون يحد من انتهاكاته غير المقبولة".
يشار إلى أنّ مليشيا "الحشد الشعبي" ترتكب بشكل مستمر انتهاكات في محافظة ديالى، وتعمل على تنفيذ أجندة تهدف لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة.