اعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، أن "الهبّة الشعبية الحالية هي رد فعل ناتج عن استمرار الاحتلال والاستيطان وامتهان المقدسات، وغياب حل عادل للقضية الفلسطينية، بل وانسداد الأفق السياسي، وغياب الأمل في المستقبل، ما يولد الإحباط لدى الشباب في انبثاق فجر جديد يشعرون فيه بالأمن والأمان، إذ إن الاحتلال يستبيح بسياساته القمعية كل شيء، ويعمل على تعقيد حياة الشعب الفلسطيني، وجعلها جحيماً لا يطاق".
وشدد عباس، في كلمته لمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، إنه على الرغم من كل ذلك، فإن الشعب الفلسطيني لن يركع، ولن يستسلم، موضحاً أنه سيتم العمل على استكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، وتطوير الاقتصاد الفلسطيني، وخوض المعركة الفلسطينية السياسية والدبلوماسية، وتثبيت جذور الدولة الفلسطينية المسلحة بالقانون الدولي وبعضويتها في الأمم المتحدة والمنظومة الدولية.
وقال الرئيس الفلسطيني، إن "السلام والأمن، والاستقرار في فلسطين والمنطقة بل في العالم، لن يتحقق أي منها إلا إذا تم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وحل قضيته حلاً عادلاً ".
وخاطب عباس الشعب الإسرائيلي" "إن حكومة بلادكم تضللكم، وهي لا تريد السلام لكم ولا لنا، وإنما تسعى بكل السبل لإطالة عمر احتلالها واستيطانها لأرضنا، وهي تريد الأرض والأمن والسلام لها وحدها، وهذا أمر مستحيل القبول به".
اقرأ أيضاً: مصر تسلّم جثمان الشاب الفلسطيني حسان الذي قتله جيشها
ورفض الرئيس الفلسطيني الممارسات الإسرائيلية في حق المقدسات الفلسطينية، وكذلك إطلاق العنان لعصابات المستوطنين الإرهابيين، إضافة إلى سياسة العقاب الجماعي وهدم المنازل.
ولفت عباس إلى "إعطاء الفرص تلو الفرص للإسرائيليين من أجل مفاوضات جادة ومثمرة، ولكن الحكومة الإسرائيلية ظلت كما هو دأبها تدير الصراع، وتتهرب من استحقاقات السلام، وتعمل على إطالة عمر الاحتلال، وتسعى لتحويله إلى صراع ونزاع ديني ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".
وشدد عباس على عدم العودة للمفاوضات من أجل المفاوضات، وقال "لن نبقى وحدنا نطبق الاتفاقيات الموقعة، ولن نقبل بالحلول الانتقالية أو المؤقتة، وسنعمل على توفير نظام حماية دولية لشعبنا".
وعلى الصعيد الداخلي، أكد الرئيس الفلسطيني العزم على تحقيق المصالحة الوطنية، والتصميم على لم شمل الشعب الفلسطيني واستعادة وحدته الجغرافية، والمضي في التوجه الصادق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، ومواصلة العمل على فك الحصار عن غزة، وإعادة إعمارها.
كما أكد العمل من أجل عقد المجلس الوطني الفلسطيني، بهدف تدعيم منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي الإطار الجامع والممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني حيثما وجد.
وحول إمكانية حل السلطة أو انهيارها، قال عباس "من يراهنون على انهيار السلطة أو حلها، هذا أمر غير مطروح، فهي واحدة من مكتسبات وإنجازات شعبنا".
وطمأن عباس الشعب الفلسطيني بقواه كافة، بالتمسك بمبدأ أن جميع القرارات المصيرية، المتعلقة بمستقبل الأرض والشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة ستخضع للاستفتاء العام، والمجلس الوطني.