ومن المتوقع أن ترسل ألمانيا أولى طائرات "تورنادو" الاستطلاعية المزودة بتقنيات قتالية إلى تركيا بداية الأسبوع المقبل، في مهمة لم تُعرف مدتها، بعد أن قررت برلين المشاركة المباشرة في الحرب على التنظيمات الإرهابية، وذلك بطلب فرنسي.
ولهذه الغاية عقدت وزيرة الدفاع، أورسولا فون ديرلاين، أمس الخميس، مؤتمرا صحافيا شارك فيه قائد قوات الجيش، حددت فيه الهدف من المشاركة وهو المساعدة على صد التنظيم الإرهابي "داعش" والحد من انتشاره وتدمير مواقعه الخلفية ومحاولة الحد من هجماته الإرهابية، وأوضحت قائلة: "علينا ألا نتوهّم كثيرا، الحرب قاسية والمهمة خطرة، وعلينا التعامل معها بكل جدية". وكانت الوزيرة صرحت قبل يومين أن "المدة طويلة وستتوقف على العملية السياسية، والتي لا يمكن تجزئتها عن المهمة العسكرية"، وأشارت إلى أن هناك 30 طائرة "تورنادو" جاهزة للمشاركة، إنما سنحتاج إلى ست منها فقط.
في المقابل، شكك مراقبون في جدية وقدرة الفرنسيين في التأثير المباشر على توجهات الحرب ضد "داعش"، وأن فرنسا لا زالت تتصرف تحت وقع الصدمة وبرد الفعل، رغم السعي لتوحيد المواقف، وهو أمر بعيد المنال نظرا للأولويات التي تفرضها أجندة كل طرف، وهذا ما أكده النائب البرلماني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، توماس أوبرمان، حين قال إن هناك حاجة لخطة واستراتجية شاملة، وأن الإرهاب لا يمكن مواجهته بنجاح من الجو فقط.
واعتبر خبراء أن قوات التحالف ليست بحاجة لصور عن مكان تواجد التنظيم، وطائراتها تقوم بهذا العمل منذ بدء قوات التحالف بطلعاتها الجوية، وتبقى مشاركة ألمانيا رمزية وتقنية في آن ولا مفر منها، وهي تعبير عن التضامن مع شريكتها فرنسا، ويجب التهيئة لمهمة تستغرق سنوات أكدوا أن كلفتها المادية ستفوق المئة مليون يورو سنويا.
للإشارة، فإن مشاركة الجيش الألماني في مهمات خارجية، كانت دائما تاخذ طابعا دفاعيا، كعملها ضمن قوات حفظ السلام الدولية كتلك المتواجدة في مالي، غرب أفريقيا، من أجل تأمين الاستقرار ونقل مواد الإغاثة المرسلة من الأمم المتحدة أو التدريب، كما هو الحال في شمال العراق، ومن ضمن المهام البحرية للجيش الألماني تواجده في منطقة البحر المتوسط ضمن قوات "يونيفيل" لمراقبة الحدود بين لبنان وإسرائيل.