خلّفت تصريحات متشنّجة أدلى بها الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، عمار سعداني، بحق حزب "العمال" اليساري حالة من الجدل والغضب السياسي في الجزائر، لدى قيادة الحزب وزعيمته المرشحة السابقة للرئاسة لويزة حنون. لكنّها أعطت مؤشراً على تصدع في الجدار السياسي الموالي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وسياساته، بحسب قوى المعارضة.
ولم يكد الأمين العام للحزب، الذي يحظى بغالبية برلمانية سعداني، يُنهي مؤتمره السياسي أمام مناضلي حزبه في مدينة عنابة شرقي الجزائر، حتى كانت موجة غضب عنيف ضده قد بدأت تتشكل. قال سعداني إن "حزب العمال حزب غير دستوري، ومواقفه مناقضة للدستور". واستحضر مواقف الحزب من سياسات خصخصة المؤسسات ورفض دخول الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية، ورفض اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ورفض عمل الشركات الغربية في الجزائر، وهي مواقف يعتبرها الحزب الحاكم هامة، وتقطع على الجزائر آفاقاً سياسية واقتصادية كبيرة.
اقرأ أيضاً (المعارضة والسلطة في الجزائر: المواجهة إلى الشارع)
وعلى الرغم من رفض الحزب اليساري لسياسات الخصخصة، فإنّه يؤيّد سياسات بوتفليقة المتعلقة باستغلال الغاز الصخري، إضافة إلى مواقفه وتوجهاته الإقليمية. وهي مواقف نقلت حزب "العمال" من مواقف المعارضة الراديكالية، التي عُرف بها في فترة التسعينيات، حين كان يتخندق مع قوى المعارضة، إلى مواقف يمينية مثيرة، لم تشفع له لدى الأمين العام للحزب الحاكم.
ورأى مراقبون أن تصريحات سعداني ضد حزب "العمال" وزعميته لويزة حنون تعبر عن قلقه من التواصل القائم بين الحزب والرئاسة، والتقارب الكبير بين الحزب وقيادة أركان الجيش. ويمثل الطرفان، أي الرئاسة وقيادة الأركان، حجر الزاوية في القرار السياسي في الجزائر، وخصوصاً أن حنون تحظى باحترام كبير من جهة بوتفليقة، وكانت الوحيدة من بين خمسة مرشحين خصها بوتفليقة برسالة شكر على المنافسة في الانتخابات بعد رئاسيات 2009 و2014. كما أنها زعيمة الحزب الوحيدة التي استقبلها قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح.
بدورها، ردّت حنون بعنف على تصريحات سعداني، واعتبرت أنها "نوع من التكفير، وتحريض على العنف ضد الحزب، و"دعش" سياسي، لا يختلف عن الدعش الذي تقوم مجموعات متطرفة". وقالت إن "حديث سعداني عن عدم دستورية حزب (العمال)، هو بلطجية سياسية، من رجل تعود على إطلاق تصريحات ووعود ووضع نفسه مكان مؤسسات الدولة". وطالبت السلطات والرئيس الجزائري بصفته رئيساً لحزب "جبهة التحرير الوطني"، الذي يقوده سعداني، وبصفته رئيساً للجمهورية وضامناً للحريات السياسية، بوقف ما اعتبرته "انحرافاً سياسياً خطيراً وغير مقبول".
وقال القيادي في حزب "العمال"، رمضان تعزيبت، لـ"العربي الجديد"، إن تصريحات سعداني تثبت أنه "ينتمي ومرتبط بمجموعات المصالح المالية والمافيا التي يهاجمها الحزب، ويطالب بالحد من سطوتها على الفضاء الاقتصادي والسياسي". واعتبر أن سعداني "يمارس البلطجية السياسية، ويعتقد أنه يعطي لنفسه قيمة سياسية بتصريحات طائشة". وأشار إلى أن "الحزب لن يسكت مطلقاً على تصريحات أقرب ما تكون الى التكفير".
أما المعارضة، التي كانت ضحية لهجمات الطرفين؛ فقد رأت في التصريحات المضادة، بداية لتضارب المصالح بين الأطراف المحيطة بالرئيس. وقال المتحدث باسم حركة "مجتمع السلطة"، فاروق طيفور "أعتقد أن هناك بداية لتصدع الجدار السياسي لقوى الموالاة، وخصوصاً مع تزايد الضغط السياسي الذي تمارسه المعارضة وتزايد الاحتقان الشعبي في الفترة الأخيرة لاسيما في منطقة الجنوب ضدّ الغاز الصخري".
اقرأ أيضاً (الشرطة الجزائرية تمنع تظاهرة احتجاجية ضد الغاز الصخري)
اللافت أنها ليست التصريحات الأولى الجدلية لسعداني، فقد سجّل المشهد السياسي تصريحات مثيرة وغير مسبوقة له في الجزائر، تناولت رئيس جهاز الاستخبارات الفريق محمد مدين، إذ طالبه بإبعاد وإغلاق مكاتب الجهاز، التي كانت موجودة في كل الوزارات والمحافظات والمؤسسات الرسمية، فضلاً عن دعوته الى إبعاد الجهاز عن الشأن السياسي. كذلك نالت انتقاداته من رئيس الحكومة عبد المالك سلال، إذ وصفه بالمهرج السياسي وطالب بإبعاده من منصبه.
ولم يكد الأمين العام للحزب، الذي يحظى بغالبية برلمانية سعداني، يُنهي مؤتمره السياسي أمام مناضلي حزبه في مدينة عنابة شرقي الجزائر، حتى كانت موجة غضب عنيف ضده قد بدأت تتشكل. قال سعداني إن "حزب العمال حزب غير دستوري، ومواقفه مناقضة للدستور". واستحضر مواقف الحزب من سياسات خصخصة المؤسسات ورفض دخول الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية، ورفض اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ورفض عمل الشركات الغربية في الجزائر، وهي مواقف يعتبرها الحزب الحاكم هامة، وتقطع على الجزائر آفاقاً سياسية واقتصادية كبيرة.
اقرأ أيضاً (المعارضة والسلطة في الجزائر: المواجهة إلى الشارع)
وعلى الرغم من رفض الحزب اليساري لسياسات الخصخصة، فإنّه يؤيّد سياسات بوتفليقة المتعلقة باستغلال الغاز الصخري، إضافة إلى مواقفه وتوجهاته الإقليمية. وهي مواقف نقلت حزب "العمال" من مواقف المعارضة الراديكالية، التي عُرف بها في فترة التسعينيات، حين كان يتخندق مع قوى المعارضة، إلى مواقف يمينية مثيرة، لم تشفع له لدى الأمين العام للحزب الحاكم.
ورأى مراقبون أن تصريحات سعداني ضد حزب "العمال" وزعميته لويزة حنون تعبر عن قلقه من التواصل القائم بين الحزب والرئاسة، والتقارب الكبير بين الحزب وقيادة أركان الجيش. ويمثل الطرفان، أي الرئاسة وقيادة الأركان، حجر الزاوية في القرار السياسي في الجزائر، وخصوصاً أن حنون تحظى باحترام كبير من جهة بوتفليقة، وكانت الوحيدة من بين خمسة مرشحين خصها بوتفليقة برسالة شكر على المنافسة في الانتخابات بعد رئاسيات 2009 و2014. كما أنها زعيمة الحزب الوحيدة التي استقبلها قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح.
بدورها، ردّت حنون بعنف على تصريحات سعداني، واعتبرت أنها "نوع من التكفير، وتحريض على العنف ضد الحزب، و"دعش" سياسي، لا يختلف عن الدعش الذي تقوم مجموعات متطرفة". وقالت إن "حديث سعداني عن عدم دستورية حزب (العمال)، هو بلطجية سياسية، من رجل تعود على إطلاق تصريحات ووعود ووضع نفسه مكان مؤسسات الدولة". وطالبت السلطات والرئيس الجزائري بصفته رئيساً لحزب "جبهة التحرير الوطني"، الذي يقوده سعداني، وبصفته رئيساً للجمهورية وضامناً للحريات السياسية، بوقف ما اعتبرته "انحرافاً سياسياً خطيراً وغير مقبول".
وقال القيادي في حزب "العمال"، رمضان تعزيبت، لـ"العربي الجديد"، إن تصريحات سعداني تثبت أنه "ينتمي ومرتبط بمجموعات المصالح المالية والمافيا التي يهاجمها الحزب، ويطالب بالحد من سطوتها على الفضاء الاقتصادي والسياسي". واعتبر أن سعداني "يمارس البلطجية السياسية، ويعتقد أنه يعطي لنفسه قيمة سياسية بتصريحات طائشة". وأشار إلى أن "الحزب لن يسكت مطلقاً على تصريحات أقرب ما تكون الى التكفير".
أما المعارضة، التي كانت ضحية لهجمات الطرفين؛ فقد رأت في التصريحات المضادة، بداية لتضارب المصالح بين الأطراف المحيطة بالرئيس. وقال المتحدث باسم حركة "مجتمع السلطة"، فاروق طيفور "أعتقد أن هناك بداية لتصدع الجدار السياسي لقوى الموالاة، وخصوصاً مع تزايد الضغط السياسي الذي تمارسه المعارضة وتزايد الاحتقان الشعبي في الفترة الأخيرة لاسيما في منطقة الجنوب ضدّ الغاز الصخري".
اقرأ أيضاً (الشرطة الجزائرية تمنع تظاهرة احتجاجية ضد الغاز الصخري)
اللافت أنها ليست التصريحات الأولى الجدلية لسعداني، فقد سجّل المشهد السياسي تصريحات مثيرة وغير مسبوقة له في الجزائر، تناولت رئيس جهاز الاستخبارات الفريق محمد مدين، إذ طالبه بإبعاد وإغلاق مكاتب الجهاز، التي كانت موجودة في كل الوزارات والمحافظات والمؤسسات الرسمية، فضلاً عن دعوته الى إبعاد الجهاز عن الشأن السياسي. كذلك نالت انتقاداته من رئيس الحكومة عبد المالك سلال، إذ وصفه بالمهرج السياسي وطالب بإبعاده من منصبه.