إلا أن الأخطر في تحليق تلك الطائرات ما يثار حول هويتها، وأنها بالأساس طائرات إسرائيلية، في إطار التعاون بين الجيش المصري والكيان الصهيوني، في مواجهة المجموعات المسلحة في سيناء.
اقرأ أيضاً: حرب سيناء: جثث وطائرات مجهولة وتجاوزات
ولم يصدر أي بيان رسمي من الجيش المصري، ينفي خرق طائرات من دون طيار إسرائيلية المجال الجوي المصري، وقصف أهداف في سيناء، أو يعلن وجود تنسيق مسبق مع الكيان الصهيوني، والسماح للطائرات بقصف أهداف في المحافظة. ويكتفي الجيش عادة، بالإعلان عبر متحدثه الرسمي، عن القيام بعمليات هدم منازل، من دون حتى الإشارة إلى الخسائر في الأرواح.
في المقابل، في كل مرة يقوم الطيران الإسرائيلي بقصف مواقع وأهداف داخل سيناء، يعلن إعلامه عن تلك العمليات، من دون أن يتطرق جيش الاحتلال إلى ذلك. وتفيد وسائل إعلام إسرائيلية، عن قصف الجيش الإسرائيلي أهدافاً لمتشددين في سيناء، في ظل تصنيف المجموعات المسلحة في سيناء، بأنها تشكل خطراً على أمن الكيان الصهيوني.
ومما يعزز الاعتقاد حول هوية الطائرات الإسرائيلية، ما تؤكده مصادر عسكرية مصرية لـ"العربي الجديد"، لجهة عدم امتلاك مصر طائرات من دون طيار، تقوم بعمليات عسكرية من قصف أهداف وخلافه. وتشير المصادر إلى أن مصر تمتلك طائرات من دون طيار فقط لأهداف استطلاعية، أو تصوير مناطق واسعة، وغالباً ما تستخدم في عمليات مسح لبعض المناطق أو مراقبة بعض الأهداف فقط.
أهداف متعددة
وكان أول ظهور لطائرة من دون طيار، لم يواجه بأي تشكيك حول هويتها الإسرائيلية، تمثل في استهداف إسرائيل أحد عناصر جماعة أنصار بيت المقدس، التي تحولت إلى "ولاية سيناء"، ويدعى إبراهيم عويضة، في أغسطس/آب 2012. وأعلنت الجماعة، بعد أقل من شهر على مقتل عويضة، تفاصيل الواقعة، إذ اعترف أحد أهالي سيناء بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، في وضع شريحة في الدراجة النارية لعويضة، ومن ثم استهداف طائرة من دون طيار موقع الشريحة.
كما سبق لجماعة أنصار بيت المقدس، إبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الأخيرة، أن أعلنت عن استهداف طائرة من دون طيار إسرائيلية، لأربعة من عناصرها، بعد إطلاق صواريخ على إسرائيل من داخل سيناء.
من جهتها، اتهمت السلفية الجهادية في سيناء، في أغسطس/آب 2013، أي مع بداية العمليات العسكرية في سيناء، الجيش المصري بالسماح "للطائرات الصهيونية من دون طيار باختراق الأجواء المصرية، وقصف مواطنين مصريين وتصفيتهم".
وقبل بضعة أشهر، قُتل الشاب سامي أحمد جمعة العرجاني، في قصف منزله بواسطة طائرة من دون طيار، وأُصيبت زوجته وأطفاله بإصابات خطيرة في نقطة الكيلو 30، جنوب الشيخ زويد.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت مصادر محلية، عن مقتل ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، خلال قصف أحد المنازل. وتمّ القصف عبر استخدام طائرة من دون طيار، كانت تحوم في الأجواء.
وقبل أيام، حلقت طائرة من دون طيار مجهولة، في سماء مدن العريش والشيخ زويد ورفح المصرية، وقصفت أهدافاً غير معلومة، بحسب مصادر قبلية من سيناء.
كما أشارت المصادر إلى أن الطائرة حلقت فوق مطار العريش، وقرى شيبانة والمهدية جنوبي رفح، فضلاً العراج والجورة بالشيخ زويد، وأطلقت ثلاثة صواريخ على أهداف، في منطقة الوحشي جنوب الشيخ زويد، وعلى قرية المهدية برفح.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن أحد الصواريخ أصاب منزلاً مهدوماً، كان قد تمّ قصفه سابقاً في قرية المهدية، من دون تسجيل إصابات.
وقبل قرابة أسبوع، حلقت الطائرات في سماء سيناء وقصفت أهدافا محددة، تحديداً في الشيخ زويد ورفح.
وقصفت طائرة من دون طيار، قرية أبو العراج، جنوبي الشيخ زويد، وهرع أهالي المنطقة إلى مقرات قوات حفظ السلام، لصعوبة قصفها. كما قصفت طائرة أخرى قرية التومة، جنوب الشيخ زويد، فضلاً عن قصف أهداف بقرية المزحلف برفح.
كما حلقت طائرات من دون طيار في سماء قرية البرث جنوبي العريش. ويأتي ذلك بالتزامن مع قرب انتهاء تنفيذ القوات المصرية لهدم منازل أهالي مدينة رفح الحدودية، الواقعة في نطاق المنطقة الثانية من المنطقة العازلة، التي تقول السلطات المصرية إنها تقيمها بدعوى "محاربة الإرهاب".
وتقول مصادر لـ"العربي الجديد"، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن "الجيش المصري على علم باختراق الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي المصري، وإلا لماذا يتركها تحلق فوق سماء مصر؟". وتلفت المصادر إلى أن الوضع في سيناء يوجد تعتيم شديد عليه إعلامياً، فما ينشر في وسائل الإعلام مخالف لحقيقة الوضع في سيناء.
وتشير روايات أهلية في مناطق متفرقة في سيناء، إلى اختراق طائرات من دون طيار إسرائيلية للأجواء المصرية، لتقوم بقصف أهداف محددة، فضلاً عن قيامها بعملية مسح جوي لأهداف بعينها، على طول الشريط الحدودي بين مصر والكيان الصهيوني.
بدورها، ترجّح مصادر أخرى أن تكون الطائرات إسرائيلية، إذ سبق أن استهدفت نقاطاً داخل المحافظة. وتلفت إلى أن "أهالي المنطقة قادرون على معرفة الطائرات من دون طيار، عبر سماعهم صوتها.
كما تشير المصادر إلى أن "طائرات تابعة للجيش المصري، قصفت منازل تركها الأهالي خلال خطة التهجير، من أجل إقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة". وتلفت المصادر إلى "احتمال وجود تنسيق بين سلاح الطيران المصري ونظيره الإسرائيلي، نظراً لتزامن الضربات التي شنّها سلاح الجو على أهداف ومنازل في سيناء".
اقرأ أيضاً: "ولاية سيناء" والقبائل: تحييدها إن استحال جذبها