اعترف الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، بصريح العبارة، أنه نقل متفجرات من سورية إلى لبنان، ومن مكتب اللواء علي المملوك تحديداً. ليس مهماً إذا كان سماحة قد استُدرج أو قام بالأمر عن سابق تصوّر وتصميم. تبيان هذا الأمر، يعود للقضاء، وإن كانت معرفة سماحة تؤكّد أنه أذكى من أن يُستدرج بهذه السهولة.
بعيداً عن التفاصيل القضائيّة، وهي مهمّة جداً، فإن اعتراف سماحة يوم الإثنين، في أول جلسة محاكمة له، يؤكّد أمرين اثنين: أولاً: يختزل الاعتراف بنقل متفجرات من مكتب المملوك (من أقوى رجالات بشار الأسد) منطق تعاطي نظام البعث السوري مع لبنان وأحزابه وقواه على مدى 40 عاماً. فنظام البعث، بقيادة الأسد الأب أو الابن، وضع لبنان دوماً بخيارين اثنين لا ثالث لهما؛ إما الرضوخ لإملاءاته وتنفيذ كلّ ما يطلبه هذا النظام، أو تلقي العنف الذي سيمارسه هذا النظام. وهذا المنطق اختبر مراراً وتكراراً، من مقابلة الراحل كمال جنبلاط مع الأسد الأب عام 1976، والتي رفض فيها جنبلاط تنفيذ طلبات الأسد، فكان الاغتيال هو الخيار الثاني.
تكرر المنطق السوري هذا طوال سنوات الحرب، مع ضرب عدد من الأحزاب المعارضة للنظام السوري، وحصار المخيمات الفلسطينيّة (تتكرر التجربة في مخيم اليرموك اليوم) واستهداف قيادات في جبهة المقاومة الوطنية. ولم يتغيّر الكثير في فترة ما بعد الحرب الأهليّة في لبنان (ما بعد 1990)، وهو ما تؤكّده الشهادات التي رويت في المحكمة الدوليّة. إذاً، عبوات سماحة ــ المملوك، ليست استثناءاً سورياً بل هي القاعدة. الاستثناء في هذه الحالة، هو وصول الملف إلى القضاء مدعماً بالأدلة التي لا تُدحض. ملف، يُمكن القول إن وسام الحسن دفع حياته ثمناً له. ثانياً: تأكيد عدم وجود حد أدنى لهوية لبنانية مشتركة. فبعد نحو ألف يوم على اكتشاف مخطط سماحة ــ المملوك، الذي كان يُمكن أن يُدخل لبنان في صراع مذهبي أكثر دموية مما هو حاصل، لا يزال جزء من اللبنانيين في موقع الدفاع عن سماحة وعن النظام السوري. والأسوأ من ذلك، أن هناك من يستمر بإرسال آلاف الشباب اللبنانيين للدفاع عن هذا النظام، انطلاقاً من هوية مذهبية ضيقة. هناك شبان قتلوا، وترفض أمهاتهم البكاء، لأنهم قتلوا دفاعاً عن نظام استبدادي وقضية مذهبية.
بعيداً عن التفاصيل القضائيّة، وهي مهمّة جداً، فإن اعتراف سماحة يوم الإثنين، في أول جلسة محاكمة له، يؤكّد أمرين اثنين: أولاً: يختزل الاعتراف بنقل متفجرات من مكتب المملوك (من أقوى رجالات بشار الأسد) منطق تعاطي نظام البعث السوري مع لبنان وأحزابه وقواه على مدى 40 عاماً. فنظام البعث، بقيادة الأسد الأب أو الابن، وضع لبنان دوماً بخيارين اثنين لا ثالث لهما؛ إما الرضوخ لإملاءاته وتنفيذ كلّ ما يطلبه هذا النظام، أو تلقي العنف الذي سيمارسه هذا النظام. وهذا المنطق اختبر مراراً وتكراراً، من مقابلة الراحل كمال جنبلاط مع الأسد الأب عام 1976، والتي رفض فيها جنبلاط تنفيذ طلبات الأسد، فكان الاغتيال هو الخيار الثاني.
تكرر المنطق السوري هذا طوال سنوات الحرب، مع ضرب عدد من الأحزاب المعارضة للنظام السوري، وحصار المخيمات الفلسطينيّة (تتكرر التجربة في مخيم اليرموك اليوم) واستهداف قيادات في جبهة المقاومة الوطنية. ولم يتغيّر الكثير في فترة ما بعد الحرب الأهليّة في لبنان (ما بعد 1990)، وهو ما تؤكّده الشهادات التي رويت في المحكمة الدوليّة. إذاً، عبوات سماحة ــ المملوك، ليست استثناءاً سورياً بل هي القاعدة. الاستثناء في هذه الحالة، هو وصول الملف إلى القضاء مدعماً بالأدلة التي لا تُدحض. ملف، يُمكن القول إن وسام الحسن دفع حياته ثمناً له. ثانياً: تأكيد عدم وجود حد أدنى لهوية لبنانية مشتركة. فبعد نحو ألف يوم على اكتشاف مخطط سماحة ــ المملوك، الذي كان يُمكن أن يُدخل لبنان في صراع مذهبي أكثر دموية مما هو حاصل، لا يزال جزء من اللبنانيين في موقع الدفاع عن سماحة وعن النظام السوري. والأسوأ من ذلك، أن هناك من يستمر بإرسال آلاف الشباب اللبنانيين للدفاع عن هذا النظام، انطلاقاً من هوية مذهبية ضيقة. هناك شبان قتلوا، وترفض أمهاتهم البكاء، لأنهم قتلوا دفاعاً عن نظام استبدادي وقضية مذهبية.