مواجهات دامية بين قبيلتين في السودان وإقامة منطقة عازلة

اندلعت مواجهات دامية، الإثنين، بين قبيلتي المعاليا والرزيقات في ولاية شرق دارفور السودانية قتل وجرح خلالها المئات، وفقاً لمصادر متطابقة، في وقت نشرت فيه الحكومة السودانية منذ الأحد كتيبتين لإقامة منطقة عازلة بين القبيلتين.

وتعد هذه المواجهات الأعنف من نوعها بين القبيلتين اللتين تعود الخلافات بينهما لحروب حدثت منذ ستينيات القرن الماضي، انطلاقاً من خلافات تتصل بملكية الأراضي.

وأبدت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في إقليم دارفور "يوناميد" قلقها البالغ إزاء تصاعد التوتر بين القبيلتين أخيراً، وطالبتهما بضبط النفس والانخراط في حوار مجد لتسوية الخلافات بعيداً عن العنف، ورحبت بنشر قوات إضافية لإقامة منطقة عازلة. ودعت الحكومة لتكثيف الجهود لتجنب الصراع في المنطقة، مؤكدة أنها ستسعى في حدود تفويضها لنزع فتيل التوتر والتوصل للمصالحة بين قبيلتي المعاليا والرزيقات.

إلى ذلك قال الناطق الرسمي باسم مجلس شورى قبيلة الرزيقات، يونس فرح، إن "الأحداث اندلعت نتيجة لتتبع أبناء قبيلة الرزيقات لأبقار مسروقة من قبل أبناء من قبيلة المعاليا، مما قاد لاشتباكات بين الطرفين". فرح أوضح أن "المعاليا قبل يومين أقدمت على قتل شرطيين وجرح تسعة آخرين كانوا يتتبعون آثر الأبقار التي سرقت، بعد أن قدمنا شكوى بذلك، مما لم يدع لنا مجالاً سوى تتبعها بأنفسنا لاستعادتها".

وأكد أن الاشتباكات نجم عنها حالات وفاة وإصابات لم يجر حصرها بعد، مشيراً إلى أن الحل لوضع حد للحرب بين القبيلتين يكمن في تحمل الحكومة لمسؤوليتها في تنفيذ الاتفاق الذي توصل له الطرفان في مؤتمر الصلح بمدينة مروري، والذي أقر بملكية الأرض بولاية شرق دارفور لقبيلة الرزيقات.

ونفى فرح تماماً رفض قبيلته لقاء اللجنة التي بعثت بها وزارة الدفاع مؤخراً في إطار مساعي الصلح بين القبيلتين والحد من العنف، وأكد أن اللجنة انحصرت مهمتها في تنبيه القوات النظامية بالمنطقية بالالتزام بالحياد وعدم الانحياز لأي طرف.

إلى ذلك قالت مصادر من قبيلة الرزيقات إنها أقدمت على إحراق معسكر كامل وقرية بمنطقة ابوكارنكا، يقطنها أبناء قبيلة المعاليا اليوم، وأشارت إلى مقتل أكثر من خمسمائة شخص فيها. لكن عضو وفد المعاليا لمؤتمر الصلح في مروي، أحمد يوسف، أكد أن الاشتباكات نتج عنها مقتل "700" من المعاليا، فضلاً عن "60" من الزريقات بين قتيل وجريح، واتهم الرزيقات بالهجوم على منطقة المعاليا ابوبكارنكا بشرق دارفور، وأكد أنهم نجحوا في صد الهجوم ووجه انتقاداً لاذعاً للحكومة وقال إنها نشرت كتيبتين في المنطقة من دون تفويض للتصدي لأي معتدٍ، وأضاف "وهي في نفسها تحتاج إلى حماية"، واتهم الحكومة في الخرطوم وحكومة الولاية بالصمت، وقال إنها كانت على علم بحشود الرزيقات لمهاجمة المنطقة ولم تحرك ساكناً.

اقرأ أيضاً: حادثة أم درمان: استبعاد الفرضية الخارجية