يكتنف الغموض حادثة أم درمان، احدى أكبر المدن السودانية، يوم الأربعاء، بعد سماعهم، ولمرتين، دوي انفجارات هزّت منازلهم. ووقعت الحادثة عند الساعة 10.45 ليلاً بالتوقيت المحلي، في منطقة صحراوية تتضمن منشآت عسكرية، ومطاراً عسكرياً.
وبعد مرور حوالي 19 ساعة على الحدث الغامض، أصدر الجيش السوداني بياناً أوضح خلاله ملابسات الحادثة، بعد انتشار شائعات عدة، دفعت بالسودانيين إلى التشكيك في صحة البيان. ويرى بعضهم أن "الحادثة حصلت بفعل محلي، من دون أن تكون هناك أيادٍ خارجية، بغرض إشغال الرأي العام المحلي، في ظلّ محاولة النظام اكتساب تعاطف الشارع السوداني، في وجه العدو التاريخي إسرائيل، لتجاوز صدمة الانتخابات الأخيرة، والتي شهدت إقبالاً ضعيفاً من المواطن السوداني".
وذكر الجيش في بيانه، أن "مضادات الدفاع الجوي تصدّت لهدف استطلاعي تصويري، وحطّمته تماماً، لتتناثر قطع منه في المناطق السكنية في الحتانة والواحة، في أم درمان". وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الصوارمي خالد سعد، أنها "حالة تجسسية لتصوير منطقة الصافات العسكرية، التي تحضن مصانع حربية". وناقض مواطنون يسكنون في أم درمان بيان الجيش، مؤكدين أن "حدة الانفجارات أسهمت في هز منازلهم". ما يتجاوز بالتالي فكرة "تساقط القطع"، الذي لا يؤدي بطبيعة الحال إلى اهتزاز المنازل.
وهو ما يوافق عليه بعض العسكريين، الذين استبعدوا أن "تكون الانفجارات ناتجة من قصف جسم طائر في الهواء، باعتبار أن ذلك لن يؤدي بطبيعة الحال إلى إحداث هزة لمسافات بعيدة"، ورجّحوا أن تكون الانفجارات قد حصلت براً. ولفتوا إلى أنه "وفقاً لبيان الجيش، فإن الجسم قد حلّق على مستوى منخفض، ما يعني أن قطعه المتناثرة لن تتجاوز المنطقة التي أُسقط فيها، لتمتد لمسافات بعيدة، كما ذكر البيان، كالحتانة والواحة".
اقرأ أيضاً: مليار دولار لدعم الحالات الإنسانية بالسودان
ويستبعد المحلل العسكري السوداني، المقيم في بريطانيا، الفاضل عبدالله، "وقوف إسرائيل خلف أحداث أم درمان". ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "أقرب نقطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى السودان، هي مدينة بورسودان، شرقي السودان، وتبعد 1350 كيلومتراً. كما تبلغ المسافة من بورسودان حتى أقصى نقطة في شمال الخرطوم، أكثر من 1700 كيلومتر". ويوضح "ليصل الاحتلال الاسرائيلي إلى أهدافه في الخرطوم، لا بد أن يتم ذلك عبر سرب متكامل من الطائرات، بما فيها طائرات الإضاءة وحاملات الوقود في الجوّ، مما يستبعد تلك الفرضية".
ويضيف "كما أنه يصعب على أي طائرة من دون طيار، الانطلاق من ميناء إيلات الإسرائيلي حتى نقطة الهدف في أم درمان، خصوصاً في الليل. لأن هذا النوع من الطائرات يحمل صاروخين بحجم كبير، وأربعة صواريخ صغيرة، مما يسهم في بطء حركته، ويُسهّل اكتشافه بسهولة. بالتالي يجب استبعاد تلك الفرضية أيضاً".
ويتابع "حصل الانفجار في منطقة تقع شمال شرق مدينة أم درمان، التي تحتضن مخازن الذخيرة الاستراتيجية، مما يمكن استبعاد فرضية استهداف مصانع التصنيع الحربي في غرب أم درمان، أو قاعدة وادي سيدنا الجوية، ولا سيما أن الوصول إليهما صعب".
ويردف "كما أن الشظايا تظهر بشكل واضح انفجار مجموعة ذخائر كبيرة، لا إسقاط طائرة". ويلفت إلى أن "الحادثة ربما تمت بتنسيق من أجهزة الدولة نفسها، من أجل صرف الأنظار عن نتائج الانتخابات الأخيرة، أو عمليات القتال الدائرة في ولاية جنوب دارفور، ولتوجيه رسالة للمجتمع السوداني بأن النظام وحده يستطيع حمايته".
ورجّح عبدالله أن تقود الحادثة إلى "إحداث حراك كبير داخل الجيش، قد يؤدي إلى انقلاب عسكري يطيح النظام، في ظلّ تململ الجيش من قوى الأمن وقوات الدعم السريع (الجنجويد)، التي يهتم النظام بتسليحها وتقديمها على الجيش لحماية أركان النظام".
لكن مصادر مختلفة أكدت أن "المضادات تعاملت بالفعل مع طائرة من دون طيار". ورأى مراقبون أن "شدة الاهتزاز ودوي الانفجارات يؤكد أنه في حال كانت هناك طائرات بالفعل، فإنها أصابت الهدف لينتج منه هذا الاهتزاز، وليس كما رُوّج أنها قُصفت قبل تحقيق هدفها".
وأضاف المراقبون أن "أي قصف لن ينتج منه اهتزاز ولا يُمكن أن يتعدى كل تلك المسافة". واعتبروا أن "الحكومة تعمّدت التزام الصمت وعدم توجيه أصابع الاتهام لإسرائيل باعتبار أنها تعلم جيداً أن الجانب الإسرائيلي لم يسبق أن قصف أهدافاً وتحدث عنها في وسائل الإعلام".
كما أن هناك سبباً آخر وفقاً للمراقبين، وهو أن "من شأن الواقعة أن تؤثر على هيبة الدولة وتعمّق من السخط والسخرية تجاهها، خصوصاً أنها عرفت تجارب سابقة عند قصف إسرائيل لمصنع اليرموك، والذي عدّه خبراء في حينه قصفاً للعمق الاستراتيجي".
وذكروا أن "الحكومة لا تريد فتح الباب الإسرائيلي بعد صدمة الانتخابات، فاعترافها بقصف إسرائيلي سيضعها على المحك ويشير لاختراقها بمستوى عالٍ، باعتبار أن العملية حينها تكون قد بُنيت على عملية استخباراتية عالية".
ويُرجّح مراقبون أن "تُحدث الواقعة تحوّلات كبيرة داخل النظام ربما على شكل انقلاب أبيض، استناداً إلى التحوّلات الكبيرة التي تمت في أحداث مشابهة، فبعد القصف الأميركي لمصنع الشفاء للدواء في مدينة بحري بالعاصمة الخرطوم في 1998، خرج الزعيم الروحي للإسلاميين حسن الترابي وحزبه المؤتمر الشعبي، من النظام. كما حدثت تحولات كبيرة داخل النظام بعد القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك الحربي في 2012، حين أُقيل مدير جهاز الأمن والاستخبارات صلاح عبدالله (قوش)، وإزاحة صقور النظام كالنائب الأول ومساعد رئيس الجمهورية السابق علي عثمان ونافع علي نافع".
اقرأ أيضاً: السودان يراهن على الخليج.. وفوز البشير يمدّد عقوبات الغرب
وبعد مرور حوالي 19 ساعة على الحدث الغامض، أصدر الجيش السوداني بياناً أوضح خلاله ملابسات الحادثة، بعد انتشار شائعات عدة، دفعت بالسودانيين إلى التشكيك في صحة البيان. ويرى بعضهم أن "الحادثة حصلت بفعل محلي، من دون أن تكون هناك أيادٍ خارجية، بغرض إشغال الرأي العام المحلي، في ظلّ محاولة النظام اكتساب تعاطف الشارع السوداني، في وجه العدو التاريخي إسرائيل، لتجاوز صدمة الانتخابات الأخيرة، والتي شهدت إقبالاً ضعيفاً من المواطن السوداني".
وذكر الجيش في بيانه، أن "مضادات الدفاع الجوي تصدّت لهدف استطلاعي تصويري، وحطّمته تماماً، لتتناثر قطع منه في المناطق السكنية في الحتانة والواحة، في أم درمان". وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الصوارمي خالد سعد، أنها "حالة تجسسية لتصوير منطقة الصافات العسكرية، التي تحضن مصانع حربية". وناقض مواطنون يسكنون في أم درمان بيان الجيش، مؤكدين أن "حدة الانفجارات أسهمت في هز منازلهم". ما يتجاوز بالتالي فكرة "تساقط القطع"، الذي لا يؤدي بطبيعة الحال إلى اهتزاز المنازل.
اقرأ أيضاً: مليار دولار لدعم الحالات الإنسانية بالسودان
ويستبعد المحلل العسكري السوداني، المقيم في بريطانيا، الفاضل عبدالله، "وقوف إسرائيل خلف أحداث أم درمان". ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "أقرب نقطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى السودان، هي مدينة بورسودان، شرقي السودان، وتبعد 1350 كيلومتراً. كما تبلغ المسافة من بورسودان حتى أقصى نقطة في شمال الخرطوم، أكثر من 1700 كيلومتر". ويوضح "ليصل الاحتلال الاسرائيلي إلى أهدافه في الخرطوم، لا بد أن يتم ذلك عبر سرب متكامل من الطائرات، بما فيها طائرات الإضاءة وحاملات الوقود في الجوّ، مما يستبعد تلك الفرضية".
ويضيف "كما أنه يصعب على أي طائرة من دون طيار، الانطلاق من ميناء إيلات الإسرائيلي حتى نقطة الهدف في أم درمان، خصوصاً في الليل. لأن هذا النوع من الطائرات يحمل صاروخين بحجم كبير، وأربعة صواريخ صغيرة، مما يسهم في بطء حركته، ويُسهّل اكتشافه بسهولة. بالتالي يجب استبعاد تلك الفرضية أيضاً".
ويتابع "حصل الانفجار في منطقة تقع شمال شرق مدينة أم درمان، التي تحتضن مخازن الذخيرة الاستراتيجية، مما يمكن استبعاد فرضية استهداف مصانع التصنيع الحربي في غرب أم درمان، أو قاعدة وادي سيدنا الجوية، ولا سيما أن الوصول إليهما صعب".
ويردف "كما أن الشظايا تظهر بشكل واضح انفجار مجموعة ذخائر كبيرة، لا إسقاط طائرة". ويلفت إلى أن "الحادثة ربما تمت بتنسيق من أجهزة الدولة نفسها، من أجل صرف الأنظار عن نتائج الانتخابات الأخيرة، أو عمليات القتال الدائرة في ولاية جنوب دارفور، ولتوجيه رسالة للمجتمع السوداني بأن النظام وحده يستطيع حمايته".
ورجّح عبدالله أن تقود الحادثة إلى "إحداث حراك كبير داخل الجيش، قد يؤدي إلى انقلاب عسكري يطيح النظام، في ظلّ تململ الجيش من قوى الأمن وقوات الدعم السريع (الجنجويد)، التي يهتم النظام بتسليحها وتقديمها على الجيش لحماية أركان النظام".
لكن مصادر مختلفة أكدت أن "المضادات تعاملت بالفعل مع طائرة من دون طيار". ورأى مراقبون أن "شدة الاهتزاز ودوي الانفجارات يؤكد أنه في حال كانت هناك طائرات بالفعل، فإنها أصابت الهدف لينتج منه هذا الاهتزاز، وليس كما رُوّج أنها قُصفت قبل تحقيق هدفها".
كما أن هناك سبباً آخر وفقاً للمراقبين، وهو أن "من شأن الواقعة أن تؤثر على هيبة الدولة وتعمّق من السخط والسخرية تجاهها، خصوصاً أنها عرفت تجارب سابقة عند قصف إسرائيل لمصنع اليرموك، والذي عدّه خبراء في حينه قصفاً للعمق الاستراتيجي".
وذكروا أن "الحكومة لا تريد فتح الباب الإسرائيلي بعد صدمة الانتخابات، فاعترافها بقصف إسرائيلي سيضعها على المحك ويشير لاختراقها بمستوى عالٍ، باعتبار أن العملية حينها تكون قد بُنيت على عملية استخباراتية عالية".
ويُرجّح مراقبون أن "تُحدث الواقعة تحوّلات كبيرة داخل النظام ربما على شكل انقلاب أبيض، استناداً إلى التحوّلات الكبيرة التي تمت في أحداث مشابهة، فبعد القصف الأميركي لمصنع الشفاء للدواء في مدينة بحري بالعاصمة الخرطوم في 1998، خرج الزعيم الروحي للإسلاميين حسن الترابي وحزبه المؤتمر الشعبي، من النظام. كما حدثت تحولات كبيرة داخل النظام بعد القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك الحربي في 2012، حين أُقيل مدير جهاز الأمن والاستخبارات صلاح عبدالله (قوش)، وإزاحة صقور النظام كالنائب الأول ومساعد رئيس الجمهورية السابق علي عثمان ونافع علي نافع".
اقرأ أيضاً: السودان يراهن على الخليج.. وفوز البشير يمدّد عقوبات الغرب