إذلال نازحي الأنبار: "الركوع" مقابل المرور من معبر "بزيبز"

24 يوليو 2015
تواصل معاناة النازحين بالعراق (فرانس برس)
+ الخط -
أنشأت القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" حاجزاً من الأسلاك الشائكة بارتفاع 3 أمتار من الجهة التي تسيطر عليها قوات المليشيات والجيش من جانب بغداد المقابل للأنبار، وهو ما اعتبره النازحون من محافظة الأنبار محاولة لإجبارهم على الركوع قبل عبور جسر "بزيبز" باتجاه العاصمة بغداد.


وقال أحد النازحين من الرمادي، يدعى محمد حسن الفراجي، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش والمليشيات وضعوا حاجزاً محصناً على الجانب الآخر من المعبر، وتركوا فتحة صغيرة بارتفاع متر واحد وعرض نصف متر لإجبار كل من يريد عبور الجسر من النازحين على الانخفاض والركوع قبل التوجه إلى العاصمة، مؤكداً أن عناصر المليشيات يطلقون عبارات السب والشتم على مواطني الأنبار، ويتوعدون بإذلال سكان الفلوجة التي توعدوا بوضع صورة لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، على منارة أعلى مساجدها.

وأوضح الفراجي أن وفداً من النازحين توجّه إلى ضباط الجيش المسؤولين عن المعبر وطلبوا إزالة الحاجز الذي يضيّق العبور خصوصاً على النساء، مبيناً أن الضباط أبلغوهم أن الأسلاك الشائكة وضعت بأوامر عليا من قيادة "الحشد الشعبي" ولا يمتلك الجيش أو أية قوة أمنية أخرى الحق بإزالتها.


وفي سياق متصل، أكد مسؤول لجنة النازحين في عامرية الفلوجة علي علوان العيساوي، لـ"العربي الجديد"، أن المئات من الأسر اضطرت للعودة إلى مناطقها الساخنة بسبب القتال مع تنظيم "داعش" جراء التضييق الذي شاهدوه على معبر "بزيبز"، مشيراً إلى تعرّض بعض النساء والأطفال والرجال للضرب والإهانة على يد عناصر المليشيات.

وانتقد العيساوي سياسة التمييز الطائفي التي تنتهجها السلطات العراقية بحق النازحين الهاربين من الموت، داعياً الحكومة المحلية في الأنبار وممثلي المحافظة في الحكومة والبرلمان إلى التدخل العاجل لوقف المأساة الإنسانية التي تحل بمئات الأسر الفارة من المناطق الساخنة باتجاه بلدة عامرية الفلوجة.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان في العراق إن عدد النازحين من الفلوجة تجاوز السبعين ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال، وقال عضو مجلس المفوضية فاضل الغراوي في بيان إن تنظيم "داعش" يتخذ من السكان المحليين في المدينة دروعاً بشرية بهدف إعاقة تقدم القوات الأمنية لتحرير الفلوجة.

وأوضح الغراوي أن نازحي الفلوجة يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب نقص المستلزمات الأساسية للعيش، داعياً لإنشاء معسكرات مؤقتة في المناطق الآمنة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين، وفقاً لقوله.

من جهة أخرى، جددت القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" قصفها للأحياء السكنية في مدينة الفلوجة، وقال مصدر طبي محلي لـ"العربي الجديد"، إن مستشفى المدينة استقبل 14 قتيلاً و28 جريحاً بالقصف الصاروخي والمدفعي الذي استهدف منازل ومحال المدنيين في مناطق السوق القديم البزارة والنزيزة والأندلس والجمهورية ونزال والشهداء والجبيل، مبيناً أن عدداً من الجرحى توفوا بسبب نقص العلاج وعدم قدرة السكان المحليين على الوصول إلى المستشفى للتبرع بالدم بسبب القصف المكثف على الفلوجة.

اقرأ أيضاً: تركيا تسمح لأميركا باستخدام قواعدها العسكرية لضرب "داعش"