علمت "العربي الجديد"، من خلال مصادر قبلية بإقليم زابل، جنوبي أفغانستان، أن مئات من المسلحين من أنصار زعيم "حركة طالبان" أفغانستان، الملا أختر منصور، يحفرون الخنادق ويستعدون لمعركة وشيكة ضد معارضي الزعيم الحالي لطالبان، في منطقة خاك أفغان، بإقليم زابل، المجاور لإقليم قندهار معقل طالبان السابق.
وذكرت المصادر أن "مئات من أنصار زعيم طالبان الحالي، الملا أختر محمد منصور، تجمعوا في المنطقة وبدؤوا يستعدون لمعركة ضد مناوئي الزعيم، والذين يقودهم القيادي البارز في الحركة، الملا منصور دادالله، أحد المقربين من زعيم طالبان الراحل، الملا عمر، والمناوئ لتعيين أختر منصور خلفا للملا عمر".
ويقول زعيم قبلي لـ"العربي الجديد"، يفضل عدم الكشف عن اسمه، عبر اتصال هاتفي، إن "أنصار أختر منصور جمعوا من عدة أقاليم مجاورة خلال الأيام الثلاثة الماضية في مديرية خاك أفغان، لشن معركة ضد أنصار منصور دادالله، ولديهم مئات السيارات والدراجات النارية، والأسلحة المتطورة".
ولكن في الجانب الثاني كذلك تجمعت أعداد كبيرة من المقاتلين من أنصار منصور دادالله، والقيادات الأخرى في طالبان، الذين يعارضون تعيين أختر منصور خليفة الملاعمر، الزعيم الراحل لطالبان.
بدورهم، بدأ سكان منطقة خاك أفغان، بالنزوح إلى مناطق أخرى خوفاً من الحرب الوشيكة بين فصائل طالبان المتناحرة.
ويدعي القادة المعارضون لزعيم طالبان الحالي، الملا أختر منصور، أن الأخير يعتزم إصدار فتوى الجهاد ضد كل من يعارض زعامته، وعلى رأس هؤلاء نجل الملاعمر، الملا يعقوب، وشقيقه الملا عبد المنان، وقياديون آخرون من مؤسسي الحركة. وبعد إصدار الفتوى يعتزم منصور شن حرب ضد كل من يرفض بيعته، كما يدعي شقيق الملا عمر، الملا عبدالمنان.
وفي أعقاب اجتماعات مكثفة لقيادات الحركة شُكلت لجنة من علماء الدين والقياديين في الحركة، بزعامة الملا أحمد، لحل الخلافات بشأن تعيين الملا منصور زعيماً للحركة، ولكن جهود تلك اللجنة تعثرت بعد أن رفض زعيم طالبان الحالي مناقشة قضية الزعامة أصلاً، كما يدعي الملا عبد المنان نيازي، أحد المقربين من زعيم طالبان السابق، الملا عمر، وهو من معارضي منصور.
وكانت الاشتباكات الدامية بين أنصار زعيم طالبان الحالي، ومعارضيه، في مديرية شيندند بإقليم هرات، قد أدت إلى مقتل أكثر من عشرين مسلحاً من الطرفين خلال الأيام الماضية.
اقرأ أيضاً: مقتل 25 جندياً أفغانياً في هجوم لـ"طالبان"