وتؤكد ثلاثة مصادر عراقية، في حديث لـ"العربي الجديد"، طلب واشنطن، بضرورة "فصل الورقة السورية عن العراقية في جهود القضاء على تنظيم داعش، لإعادة نحو 200 ألف كيلومتر يسيطر عليها التنظيم داخل العراق إلى السلطة العراقية، بالتزامن مع إصلاحات سياسية سيلتزم بها العبادي، مقابل دعم غربي ميداني كبير للقضاء على التنظيم".
ويقول وزير عراقي، (طلب عدم ذكر اسمه) في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ المسؤولين الأميركيين، أبلغوا العبادي شفهياً، بأنّ العراق أولوية لدى الولايات المتحدة، وأنّ الاستراتيجية الجديدة تكمن في فصل ملفه عن الملف السوري بشكل تام، فيما يتعلق بالحرب على داعش". ويضيف الوزير أنّ "خطة واشنطن للقضاء على داعش في العراق لا تشبه خطتها أو توجّهها في سورية"، لافتاً إلى أنّ "الأميركيين يعملون على إعادة العراق إلى ما قبل العاشر من حزيران العام 2014، تاريخ سقوط الموصل".
ويشير برلماني عراقي في المنطقة الخضراء، (طلب عدم ذكر اسمه) في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود حراك أميركي في بغداد وأربيل واجتماعات على مستوى عالي الأهمية، يتزامن مع زيادة عديد القوات الأميركية الموجودة في العراق". ويلفت النائب إلى أنّ "الوضع العراقي يختلف عن السوري من نواح عدة. ووجد الأميركيون في العراق حلفاء يمكن أن يثقوا بهم، وهم العشائر السنية والقوات الكردية (البشمركة) وتشكيلات محددة من القوات النظامية العراقية، سيكونون جميعهم بمثابة مفتاح الحل العراقي".
وحول الحديث عن اتفاق غربي ــ أميركي، لعدم الخلط أو ربط المشكلة العراقية بالسورية، يقول النائب نفسه إنّ "ما بات مؤكّداً، أنّه تم فصل وضع العراق عن سورية، وأصبح الحديث اليوم عن داعش العراق وداعش سورية"، مشيراً إلى أنّ "هناك أيضاً وضع سياسي جديد في العراق، من خلال الإصلاحات الجذرية ودعم الأميركيين المطلق للعبادي، الأمر الذي سيزعج الإيرانيين، ونخشى أن يمارسوا أساليب مؤذية، كردة فعل على التطور الجديد".
اقرأ أيضاً العراق: خسائر الجيش والمليشيات تليّن الموقف من العودة الأميركية
من جانبه، يؤكد دبلوماسي عراقي في إحدى الدول الأوروبية في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "فصل الورقة السورية عن العراقية في جهود القضاء على تنظيم داعش وإعادة المناطق العراقية، لن يحدث بين ليلة وضحاها، وخصوصاً أنّها لا تزال قرارات، وتحتاج إلى تطبيقات على أرض الواقع"، معتبراً أنّها "بداية الحل وهو أفضل للعراق ولسورية أيضاً، التي باتت محط تجاذب إيراني غربي، وأخيراً روسي غربي"، لافتاً إلى أنّ "واشنطن تجد أنّ فرصة نجاح خطة العراق أكبر من سورية، على الرغم من أنّ الأميركيين لهم أجندتهم واستراتيجيتهم الخاصة في سورية، مع استمرار غارات التحالف التي قد ترتفع وتيرتها مستقبلاً".
من جهته، يرى الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّه "بعد الاتفاق النووي الإيراني، تغيّرت السياسات الأميركية والإيرانية في العراق والمنطقة"، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّه "على ما يبدو، هناك اتفاقات وتقاسم لمناطق النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة، تمت خلال الاتفاق النووي"، موضحاً أنّ "التدخّل الإيراني العسكرّي أصبح اليوم ضعيفاً في العراق وليس كما رأيناه في معارك تكريت، مقابل جديّة وحزم أميركي بضرب داعش في العراق وضرب المليشيات".
ويوضح الخبير أنّ كل ما يحصل حالياً، "يؤكد أنّ العراق سيخضع للسياسة الأميركية بشكل أكثر من قبل، وأنّ واشنطن أصبحت تتعامل مع الملف العراقي من موقع مسؤوليّتها، كونها احتلّته عسكرياً في السابق، وأنّ كل ما يعانيه العراق اليوم، هو نتيجة الاحتلال". ويضيف أنّ "واشنطن اليوم، أنزلت قوات عسكرية في الأنبار، وطردت المليشيات منها، وسلّحت أبناء عشائرها، كما كثّفت ضرباتها الجويّة في المحافظة والمحافظات الأخرى، الأمر الذي حدّ من تقدّم داعش خصوصاً في الأنبار، كما أنّها تعدّ لهجوم كبير لتحرير المحافظة، ما يؤشّر جديّة كبيرة من واشنطن بضرب داعش في العراق".
اقرأ أيضاً خطة أميركية ضد "داعش": عزل الموصل عن الأنبار