حمّلت أسرة القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، جماعة الحوثي المسلحة المسؤولية عن حياته، وذلك بعد أشهر من اعتقاله من منزله في صنعاء، واقتياده إلى مكان مجهول، ورفض السماح لأسرته بزيارته.
وقالت أسرة قحطان في منشور على صفحة لها في "فيسبوك"، اليوم، إنها: "تحمل جماعة الحوثي مسؤولية سلامته ومسؤولية الكشف عن مصيره".
وأضافت: "نشعر بقلق بالغ على سلامة الأستاذ محمد قحطان، ونؤكد على مسؤولية جماعة الحوثي، ونحتفظ بحقنا القانوني في مساءلة قيادة الجماعة عن جريمة الاختفاء القسري وعن أي انتهاكات طاولت السياسي قحطان".
من جهتها، اتهمت الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالوقوف وراء اختطاف قحطان.
وقالت عبر حسابها على موقع "فيسبوك، اليوم: "واضح جداً .. أن المخلوع علي صالح هو من يقف خلف اعتقال محمد قحطان وإخفائه قسرياً، وليست مليشيا الحوثي الفاشية سوى أداة من أدواته".
وأضافت: "وعليه إذا تعرض الأستاذ قحطان للتصفية الجسدية فالمسؤول عن هذه الجريمة هو المخلوع علي صالح وأدواته من قيادات الحركة الحوثية الفاشية، وجميعهم سيكونون عرضة للملاحقة الجنائية الوطنية والدولية على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم المروعة التي ارتكبوها بحق اليمن واليمنيين".
ونقل القيادي السابق في الجماعة، علي البخيتي، عن مصدر حوثي، أنه "كنوع من التهديد تم أخذ القيادي الإصلاحي محمد قحطان قبل حوالى شهرين إلى أحد المواقع التي تستهدف بشكل مستمر"، من قبل طيران التحالف الذي استهدف الموقع بحسب الرواية.
وأشار البخيتي، وفقاً لما نسبه للمصدر، إلى أن الحوثيين كانوا يحاولون أخذ توقيع من قحطان يشير إلى إدانته ضربات التحالف، "لكن التهديد تحول إلى كارثة، ويظهر أن إحدى طائرات الاستطلاع رصدت وجود حركة في الموقع، وقصفت المكان خلال ساعتين وربع، قتل قحطان واثنان من الحوثيين كانا بالقرب من المكان الذي وضع فيه".
وإذا ما صحت هذه الرواية فإنها ستثير عاصفة من ردود الفعل، إذ يعد قحطان من أبرز المعتقلين السياسيين، وهو أحد أبرز قيادات الحزب، واعتقله الحوثيون بعد تصريحات لحزبه بتأييد "عاصفة الحزم" في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي.
ولم تستبعد مصادر سياسية في صنعاء، سألها "العربي الجديد"، أن يكون إعلان البخيتي يهدف إلى إجبار الحوثيين عن الكشف عن مصيره، بعد أن رفضوا طوال الفترة الماضية الكشف عن مصيره أو السماح له بلقاء أفراد عائلته.
وكان البخيتي ضمن أربعة ناشطين نظموا قبل أيام وقفة احتجاجية أمام سجن "الأمن السياسي" في صنعاء، للمطالبة بالإفراج عن قحطان، والسماح لعائلته بزيارته، إلا أن الحوثيين أرسلوا شرطة نسائية تابعة لهم للاعتداء على المحتجين، وجرى احتجازهم ساعات.
وعلق البخيتي على أنباء مقتل قحطان بالقول إن "ما قام به الحوثيون جريمة بشعة وقتل متعمد لمدني مختطف لديهم"، موضحاً "أن استمرار إخفائهم لمصيره واحتجاز جثته جريمة أخرى يقترفونها بحق أسرته ومحبيه".
ونظمت عائلة قحطان وقفات احتجاجية أكثر من الفترة الماضية للمطالبة بالكشف عن مصيره، إلا أن الحوثيين رفضوا كشف أي معلومات حوله.
ويعد قحطان عضواً في الهيئة القيادية العليا لحزب الإصلاح، وهو من مواليد 1958، مدينة العدين، محافظة إب، تخرج من كلية الشريعة والقانون في جامعة صنعاء، وعمل مدرساً ثم تولى الدائرة التنظيمية للحزب، حتى 1994، ثم عمل رئيساً للدائرة السياسية، وكان ناطقاً رسمياً لتكتل أحزاب "اللقاء المشترك"، والذي تأسس عام 2003، ويتألف من ستة أحزاب، أبرزها الإصلاح والاشتراكي والناصري.
وعُرف قحطان كأحد أهم الوجوه السياسية في حزب الإصلاح التي تمثل جناحاً منفتحاً على المكونات الأخرى، خصوصاً مع تأسيس اللقاء المشترك الذي ضم الإصلاح (ذا التوجه القريب من الإخوان المسلمين)، وأحزاباً يسارية، كانت على خصومة معه، وأهمها الحزب الاشتراكي اليمني.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير قبل أسبوع، الحوثيين بإخفاء قحطان، وقالت إن "على سلطات الحوثيين أن تسارع فوراً إلى تقديم معلومات عن عضو بارز في حزب معارض"، مشيرة إلى أن الحوثيين لم يردوا "على استعلامات من عائلته عن مكانه أو أسباب احتجازه".
وكان حزب الإصلاح قد حذر في بيان في مايو/ أيار الماضي، من وجود معلومات عن نقل معتقلين من قياداته إلى مواقع عسكرية مستهدفة من التحالف، معتبراً أن ذلك "جرائم ضد الإنسانية".
وقتل قبل أشهر، القيادي في حزب الإصلاح، أمين الرجوي، مع معتقلين آخرين، بينهم صحافيان، وكانوا معتقلين لدى الحوثيين في أحد المواقع التي استهدفها التحالف، بمحافظة ذمار.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يستبقون معركة صنعاء بحملة "اختطافات" واسعة