تظاهر المئات من الهولنديين، وعدد من الجاليات العربية الموجودة في هولندا، اليوم الجمعة، في ساحة الدام وسط العاصمة أمستردام، دعماً لقضية اللاجئين السوريين، وتنديداً بمواقف الدول الأوروبية تجاهها.
ودعا إلى المظاهرة عدد من المنظمات الهولندية والعربية، وعلى رأسها المنظمة الدولية للاشتراكيين، والحزب الأخضر، ومنظمة "أوقفوا العنصرية"، ومنظمة كسر الحواجز، إضافة إلى منظمة العودة لفلسطين ومؤسسة نبض المصرية، حيث ردد المتظاهرون شعارات تنادي بالسماح للاجئين السوريين الهاربين من الحرب الدائرة في بلادهم بدخول الدول الأوروبية، بغية تأمين حياة آمنة لهم ولأطفالهم.
ووقف المتظاهرون دقيقة صمت على أرواح اللاجئين، الذين قضوا في أثناء عبورهم البحر والبر بهدف دخول دول الاتحاد الأوروبي، كما طالب عدد من النشطاء الحقوقيين الحكومات الأوروبية بفتح باب اللجوء أمام السوريين، ودعوا إلى حل سلمي في سورية ينهي الحرب الدائرة هناك.
وتحدث إيفوت فان دير بيرخ، أحد المنظمين عن المؤسسة الدولية للاشتراكيين، لـ "العربي الجديد"، مشيرا إلى وجود ميزانية كافية في هولندا لاحتواء اللاجئين السوريين، فالضرائب التي يتم دفعها من قبل المواطنين، والتي تذهب بدورها لمساعدة دول أخرى، من الممكن توفيرها من أجل هؤلاء اللاجئين، وحمّل دير بيرخ الدول الأوروبية مسؤولية ما يجري في العالم والشرق الأوسط منذ حرب العراق وليبيا انتهاء بالأزمة السورية. وأضاف أن أزمة اللاجئين الحالية هي فرصة لإيصال صوت السوريين الذين يقتلون بالبراميل والصواريخ ووصف معاناتهم في الداخل، بغية التأثير بشكل أكبر بالسياسة الأوروبية.
وقام المتظاهرون بإشعال الشموع تضامنا مع حادثة غرق الطفل عيلان وعائلته على السواحل التركية، وقالت كاترينا، وهي مواطنة هولندية من سكان أمستردام: "دعاني أحد أصدقائي على فيسبوك للمشاركة في هذه التظاهرة تعبيرا عن تعاطفنا، نحن الهولنديين، تجاه ما يتعرض له اللاجئون السوريون"، وأضافت أن صورة الطفل عيلان، التي اجتاحت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، أصابتها بحزن شديد لا سيما وأن اللاجئين يعبرون البحر بحثا عن حياة آمنة لأطفالهم.
ولم تغب قضية الآلاف من اللاجئين العالقين في اليونان عن المشهد، حيث شارك في المظاهرة نشطاء وممثلون عن منظمات أوروبية عديدة، فالناشطة اليونانية، فيكي، تحدثت في كلمة لها أمام المتظاهرين عما يحدث على أرض اليونان، معتبرة أن بلادها استقبلت أكثر من 160 ألف لاجئ بين شهري يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز من العام الجاري، وتساءلت عن عدم فتح أبواب اللجوء في الدول العربية لا سيما الغنية منها كالدول الخليجية، التي لم تستقبل أي لاجئ بحسب وصفها.
يذكر أن دولا أوروبية عديدة شهدت مظاهرات مؤيدة لاستقبال اللاجئين السوريين، حيث طالب أوروبيون في دول، كالنمسا وألمانيا وإيسلندا والسويد وسويسرا، حكوماتهم باستقبال أعداد أكبر من اللاجئين، كما توجد دعوات مماثلة للتظاهر في المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى، فقد أثارت الأحداث الأخيرة، كحادثة ضحايا الشاحنة في النمسا، والطفل الغريق عيلان، غضباً عارما في الأوساط الشعبية بسائر دول العالم.
اقرأ أيضاً: كاميرون يبدي استعداد بريطانيا لاستقبال لاجئين سوريين