ففي محافظة تعز، نفذ التحالف سلسلة غارات نتج عنها سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع، ودُمرت أطقم مسلحة وآليات عسكرية، حسب مصادر مقربة من المقاومة الشعبية في المدينة.
وحسب المصادر، استهدفت الضربات منطقة المطار القديم، ومواقع في منطقة الحوبان، ورشة المنار، ومعسكراً تدريبياً للحوثيين، كما قصفت تجمعاً لمسلحي الجماعة في منطقة المقاشر، ونقطة عسكرية في شارع الخمسين.
وتشهد تعز مواجهات شبه متواصلة بين الحوثيين والموالين لصالح من جهة، وبين المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية من جهة أخرى. ويحاصر الحوثيون المدينة ويقصفون الأحياء التي تسيطر عليها المقاومة بصورة يومية تشتد بين حين وآخر.
في صنعاء، تعرض معسكر "قوات الأمن الخاصة" (الأمن المركزي سابقاً)، لموجة غارات عنيفة اهتزت في إثرها العاصمة، وتصاعدت أعمدة الدخان من المكان.
ويقع المعسكر وسط العاصمة إلى جوار مبنيي السفارتين الإماراتية والسعودية، واللذين أفادت أنباء بتضررهما جراء القصف، الذي أدى كذلك إلى إغلاق مستشفى "السبعين للأمومة والطفولة"، والواقع شرق المعسكر.
وتعد "قوات الأمن الخاصة"، والتي كانت تُعرف بـ"الأمن المركزي"، القوة الأكبر لوزارة الداخلية، وتُصنف ضمن القوات الموالية للرئيس المخلوع.
وكانت سلسلة غارات عنيفة قد وقعت الليلة الماضية، استهدفت معسكر "الفرقة الأولى مدرع" (سابقاً)، و"جامعة الإيمان"، التي يسيطر عليها الحوثيون، في محيط المعسكر، كما استهدف التحالف جبل نُقم، وقاعدة الديلمي الجوية، والعديد من الأهداف الأخرى.
على الصعيد السياسي، أكد السفير الأميركي في اليمن، ماثيو تولر، اليوم، حرص بلاده، على أن تضع الحرب في اليمن أوزارها في "القريب العاجل".
جاء ذلك، أثناء لقاء جمعه بنائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة، خالد محفوظ بحاح، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، حيث جرى استعراض التطورات والأوضاع التي تمر بها البلاد، حسبما أفاد موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التابع للحكومة الشرعية.
وأوضح الموقع أن السفير الأميركي أكد "حرص بلاده على أن تضع الحرب أوزارها في القريب العاجل، وأن تستأنف العملية السياسية في اليمن بما يضمن عودة الهدوء والاستقرار، كما أكد دعم بلاده للجهود الحكومية في إطار عودة الحياة إلى المدن والمناطق المحررة في البلاد".
من جانبه، أكد نائب الرئيس اليمني، لسفير واشنطن، حرص الحكومة على تجنيب البلاد مزيداً من العنف وضرورة إيجاد آلية لتنفيذ القرارات الدولية تضع "نهاية للحرب"، واتهم الحوثيين بعدم إبداء حسن النية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن بحاح قوله إن "المليشيا الحوثية لم تبدِ أي نوع من حسن النية لإيقاف الدمار وويلات الحرب العبثية، التي يمارسونها ضد أبناء شعبنا"، مؤكداً على "ضرورة إيجاد آلية عاجلة لتنفيذ القرارات الأممية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2216 كنهاية لهذه الحرب، التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وألحقت الضرر بعدد من المدن الآمنة"، حسب المصدر.
إلى ذلك، أفاد مصدر محلي في محافظة الجوف لـ"العربي الجديد"، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، بأن غارة على الأقل يُعتقد أنها نُفذت بواسطة مقاتلات التحالف، عن طريق الخطأ، استهدفت مخيماً للعزاء، في منطقة "اليتمة" بمحافظة الجوف.
وأوضح المصدر أن العديد من القتلى والجرحى لم يتضح عددهم على وجه الدقة، سقطوا جراء القصف، مشيراً إلى أن العزاء كان يخص أفراد المقاومة، الذين سقطوا في المواجهات مع الحوثيين.
وجاءت الضربات في الجوف فيما قام رئيس الأركان الموالي للشرعية، ووزير الداخلية، عبده الحذيفي، بزيارة تفقدية إلى أحد الألوية، التي تستعد لعملية تحرير "الجوف"، ويُطلق عليه "لواء النصر".
وتشهد الجوف استعدادات مكثفة، في الفترة الأخيرة، من قبل المقاومة والقوات الموالية للشرعية، والتي تستعد لتحرير المحافظة بالتزامن مع الاستعدادات المستمرة لعملية تحرير "مأرب" المحاذية لها.
اقرأ أيضاً: التحالف يقصف مواقع الحوثيين في صنعاء