استهدف طيران التحالف الدولي، قوات تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) شمالي الرمادي عاصمة الأنبار، فيما أقدمت القوات الأمنيّة على بدء الاستعدادات لشنّ هجوم على جزيرة الخالدية شرقي المدينة.
وقال القيادي في العشائر المتصدية للتنظيم، عمّار العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طيران التحالف يرصد تحركات تنظيم (داعش) في جزيرة الخالدية شرقي الرمادي ويتابعها"، مبينا أنّ "الطيران قصف خمسة أرتال تابعة للتنظيم كانت تتجمّع في الجزيرة، ما أسفر عن تدميرها ومقتل وإصابة العديد من عناصره".
وأضاف، أنّ "الطيران قصف أيضاً، قوة لـ(داعش) حاولت الهجوم على سدّة الثرثار القريبة من الفلوجة، ما أسفر عن تدمير عجلاتهم وقتل العناصر".
في غضون ذلك، بدأت القوات الأمنيّة بالاستعداد للهجوم على تجمعات للتنظيم في جزيرة الخالدية.
اقرأ أيضاً: عام صراع "داعش" و"القاعدة"... خلاف استراتيجي وتنافس على الزعامة
وقال ضابط برتبة مقدّم، في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادة العمليات عقدت اجتماعاً هامّاً، لبحث خطط استكمال تحرير الرمادي من سيطرة (داعش)". وكشف أنّ "الاجتماع ركّز على خطورة وجود التنظيم في جزيرة الخالدية، وضرورة مباغتته لإحباط أيّ تحرّك قد يقدم عليه انطلاقاً منها".
وأضاف الضابط العراقي، أنّ "المجتمعين أكّدوا على ضرورة فتح طريق نحو الجزيرة عبر نهر الفرات، الأمر الذي دفع باتجاه وضع خطّة لنصب جسر عائم يستخدّم كطريق للقوات الأمنيّة". وأوضح أنّ "العمل بدأ فعليّاً بإنشاء الجسر من جهة منطقة أبو فليس غربي الجزيرة".
وأشار الى أنّ "طيران التحالف وفّر الحماية اللازمة للجهد الهندسي الذي يعمل على إنجاز الجسر"، مؤكّداً أنّ "الجسر سيكتمل في غضون اليومين المقبلين، وسيمنح القوات العراقيّة فرصة كبيرة في التحرّك وتوفير الإمدادات والتعزيزات المطلوبة للمعركة".
بدوره، أكّد الخبير الأمني رافع السلمان، أنّ "خطة بناء الجسر على نهر الفرات تؤشّر على الجديّة في تحرير جزيرة الخالدية".
اقرأ أيضاً: إنزالات العراق: اعتقال قياديين من "داعش" بينهم مرافق الزرقاوي
وقال السلمان، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "تأمين طريق المعركة هو العنصر الأساس في نجاحها، وأنّ جزيرة الخالدية؛ هي جزيرة واسعة جدّاً، تتطلب وضع خطة دقيقة لشن الهجوم فيها، خصوصاً وأنّ (داعش) له سيطرة تامة عليها، وعلى طريقها الممتد نحو الفلوجة".
وأكّد الخبير العراقي، أنّ "معركة الخالديّة ستكون أصعب من معركة الرمادي، كون القتال سيكون في جزيرة واسعة جدّاً، ولأنّها تضمّ مركز قيادة (داعش)، وأغلب قادة التنظيم وعناصره المنسحبة من مناطق الرمادي تتمركز فيها".
ويحذّر مراقبون من خطورة وجود تنظيم "داعش" في جزيرة الخالدية، مؤكدين أنّها تتطلب عمليّة أمنيّة خاصة بها، لأنّ التنظيم لديه نفوذ كبير فيها.
إلى ذلك، يرى المراقبون أن معركة جزيرة الخالدية، تعدّ مفتاحاً لحرب الفلوجة المقبلة، وأنّ وجود "داعش" فيها يعني أن التنظيم لديه خط كامل من الإمداد والتواصل العسكري ما بينها وما بين الفلوجة، وذلك ما يمنحه القدرة على التحرّك باتجاه أيّ جبهة كانت في المحافظة.
اقرأ أيضاً: "#أنظمة_تخشى_الكلمة" وتحجب المواقع