تعيش ألمانيا على وقع الصدمة، نتيجة الهجوم الإرهابي الذي طاول مواطنيها صباح أمس الثلاثاء في إسطنبول. وعبّر الساسة والمواطنون عن سخطهم لما حصل وأصاب البلاد في الصميم، واصفين العمل بـ "الجبان"، ومرددين ما قالته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عقب الانفجار، بأن "الإرهاب أظهر مرة أخرى وجهه الدنيء للحياة البشرية".
وتوجه صباح اليوم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير إلى إسطنبول، وعقد لقاء مع نظيره التركي إفكان آلا، واطلع منه على آخر المعلومات التي توصلت اليها السلطات التركية، عن الهجوم، وأوضح دي ميزيير خلال مؤتمر صحافي أن "لا مؤشر لغاية الآن على استهداف الألمان بالتحديد في التفجير".
وأعربت الصحف الألمانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، عن استنكارها هذا الهجوم الذي وصفته بـ"البربري، طاول أبرياء ألمانيين". وطرحت بعض الصحف، تساؤلات، عما إذا كانت المجموعة السياحية الألمانية المستهدفة، كون طائرات التورنيدو الاستطلاعية الألمانية، بدأت طلعاتها الجوية ضمن قوات التحالف الدولي منذ أربعة أيام فقط، وهو الأمر الذي لم تؤكده السلطات الرسمية.
اقرأ أيضاً: تركيا: توقيف مشتبه به واحد في هجوم "السلطان أحمد"
وربطت مجموعة من وسائل الإعلام الألمانية بين الحادث ومشاركة الطائرات الألمانية ضمن قوات التحالف، ومنها من اعتبره رسالة إلى أنقرة، من تنظيم "الدولة الإسلامية"، على اعتبار أنها سمحت لقوات التحالف باستخدام قواعدها الجوية لتنفيذ هجماتها ضده، وبالتالي ضرب السياحة والاقتصاد التركي.
وتبين أن السياح الألمان الذين استهدفهم التفجير الانتحاري أمس، هم مجموعة مؤلفة من 33 شخصاً، حجزوا رحلة كاملة لمدة 10 أيام على أن تشمل إسطنبول ودبي وأبوظبي. ووصلوا إلى تركيا أول من أمس الإثنين، لزيارة المعالم السياحية والأثرية في المدينة، وكان من المفترض ووفقاً للبرنامج المقرر أن ينتقلوا اليوم إلى الإمارات العربية المتحدة.
وذكرت وسائل الإعلام أن السياح المستهدفين جاؤوا من جميع أنحاء ألمانيا، وبحسب صحيفة "برلينر تسايتونغ"، فإن من بين الضحايا رجل وامرأة مسنان جاءا من برلين، في حين ذكرت صحف أخرى أن هناك ضحية من ولاية هيسن، علماً أن موقع "دير شبيغل" أفاد عن ارتفاع عدد قتلى التفجير إلى 11 قتيلاً بينهم 9 ألمان وواحد من البيرو، فيما آخر يحمل الجنسية النروجية.
فيما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الأربعاء، أن عدد الضحايا الألمان ارتفع إلى عشرة.
وجاء أول ردود الفعل الدولية على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والذي وصف التفجير بـ "الجريمة الحقيرة"، وقدم تعازيه إلى أقارب الضحايا، ودعا المسؤولين لمساءلة المتسببين بتلك الجرائم.
إلى ذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن الهجوم "إرهابي وشنيع"، مؤكداً أن "العنف المشين يحتاج لتعزيز جهودنا وعزمنا المشترك أكثر من أي وقت مضى لمكافحة الإرهاب".
اقرأ أيضاً: تركيا: اعتقال عناصر مرتبطة بـ"داعش" بعد تفجير "السلطان أحمد"